+ -

الضياع العام الحاصل في البلاد مس حتى أشباه الأحزاب السياسية التي تدّعي أنها موجودة في السلطة، والتي تدّعي أنها معارضة في البرلمان، فرغم الأحداث الجسام التي تهدد البلاد من أقصاها إلى أقصاها، فإن هذه الأحزاب تعيش حالة صمت القبور، وإذا نطقت تقول كفرا سياسيا على مستوى قيادتها، أما قواعدها فهي أمم درست من عهد عاد وثمود.لويزة حنون التي كانت الوحيدة من حين لآخر ”تسخن البندير” السياسي، يبدو أن ”بنديرها” تقطع وتفرق مدّاحوها، فلم نعد نرى لويزة ترأس التجمعات لمناضليها في الولايات كما كانت تفعل، وتناوش السلطة بما يرضيها وما لا يرضيها كما كانت تفعل، فأصبحت تقوم في أحسن الأحوال بجمع حوارييها في قيادة الحزب وتخطب عليهم بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر! فلم تعد تمارس المعارضة في البرلمان النائم وهي نائمة معهم في مقعدها!والأغرب من هذا أنها أصبحت تهتم سياسيا بما ليس من اختصاصها، فأصبحت ترد على العراقيين في أزمة ”البالو”، وترد على حفتر في أزمة تصريحاته العسكرية، وتحوّلت إلى وزير خارجية !ربما لجأت للهروب السياسي إلى الخارج، ولأنها تعيش الحرج التام في الحديث عن الداخل الذي يعيش الأحداث المصيرية.. لم تتحدث حنون عن نوم المجلس الشعبي الوطني أمام حالة تقصير الحكومة في مواجهة الكوليرا والكوكايين، ولم تتحدث عن غياب الحكومة تماما أمام ما يحدث من تصفيات حساب بين الزمر السياسية في شبه المؤسسات الدستورية، ولم تعلن هي وغيرها من الحزيبات، مثل حمس وبقية الإسلاميين، موقفها من دعوات الاستمرارية، وحمس أيضا تطلق مبادرة لا تختلف عن مبادرة الأفالان والأرندي والأفافاس، والبلاد ضائعة في هملة كبيرة وسط انتهازيات سياسية لم تستطع حتى تبين الأفق. هذا هو حال البلاد التي فعل بها حزب الكوكايين تغييرات في هرم السلطة الحساسة لم يستطيع فعله كل أحزاب السلطة وأحزاب المعارضة مجتمعة.. ”البوشي” هو أكبر مناضل في هذه البلاد.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات