+ -

مقري أصبح يقول كلاما لا يختلف عن كلام ولد عباس من حيث الغرابة والإضحاك السياسي.قال إن معاذ بوشارب غير شرعي ومع ذلك يتفاعل معه! تماما مثلما قال المرحوم نحناح ذات يوم من عام 1995 بأنه هو الذي تم انتخابه في الرئاسيات وهو الرئيس الشرعي... وأن زروال غير شرعي ومع ذلك يتعامل معه كأمر واقع حفاظا على المصالح العليا للبلاد، والحفاظ على مسار إنقاذ الجزائر!الآن حسب تصريح مقري، فإن عدم الشرعية أصبح هو البرنامج الوطني للنضال السياسي للأحزاب المعارضة للمعارضة، وأن عدم الشرعية والتزوير أصبح مصلحة وطنية عليا للنضال الوطني عند حمس! وفي هذا المسار يرى مقري أنه أصبح مؤهلا لأن يكون رئيسا للجمهورية لأنه يحمل مع حزبه مثل هذا البرنامج الوطني!مقري يعتقد أنه أصبح مقبولا من طرف النظام لأن يكون رئيسا للجزائر ما دام حزبه قد أصبح ينافس الأرندي في الموافقة على التزوير وينافس الأفالان في النفاق و”الشيتة”!مقري نسي أن أصحاب الحق الإلهي في منح الرئاسة لمن يريدون لا يقبلون رئيسا قادما من حزب قبل أن يترنّب في رئاسيات سابقة، ولا يقبلون رئيسا أيضا قبل أن يكون أرنبا رئاسيا في رئاسيات سابقة! وهذه أمور منطقية حتى بمقاييس الغابة السياسية التي نعيش فيها.. فلا يمكن أن يتصور عاقل أن أسود الغابة يمكن أن يرأسهم أرنب و”يڤردفون” له حتى ولو كان الأمر شكليا!ومن هنا فإن قول مقري أنه أصبح جاهزا لأن يكون رئيسا للجزائر هو قول لا يختلف عما يقوله ولد عباس بخصوص تحكم الأفالان في من يكون رئيسا للجزائر مستقبلا؟!وإذا صح الأمر أصبحت الأسود والذئاب السياسية في الجزائر وحتى الضباع تقبل بأن تترأسهم الأرانب إذا فازت في الانتخابات ديمقراطيا... إذا حدث هذا فإنه بالفعل حدث تحول خطير في الحياة السياسية الجزائرية تغنينا عن المطالبة بمجلس تأسيسي وانتخابات حرة ونزيهة!يجب أن يعترف الإسلاميون والديمقراطيون المتواجدون في البرلمان بأن وضعهم في العملية السياسة للحكم لا تختلف عن أئمة محمد عيسى في وزارة الشؤون الدينية بالنسبة للإسلاميين، ولا تختلف عن وضع نقابة سيدي السعيد بالنسبة للديمقراطيين؟!يجب أن يعترف مقري وصحبه في معارضة البرلمان بأن الحركة الإسلامية الآن موجودة خارج أي تنظيم سياسي، وهي الآن كمّ مهمل وتنتظر من يعيد بعثها في تنظيم جديد، وأن الحركة الديمقراطية هي الأخرى أصبحت خارج العصابات التي تدعي أنها تمثلها في دهاليز البرلمان والحكم.. فجزء من هذه الحركة في منطقة القبائل أخذ “الماك”، والجزء الآخر يتململ خارج أي هيكلة سياسية وينتظر من يلتقط اللحظة التاريخية لإعادة صياغته والذهاب به إلى المستقبل[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات