+ -

 لم تصدق أذناي ما سمعتاه من سيدهم السعيد، زعيم بقايا العمال في نقابة “الباترونا”! من حق هذا السعيد أن يضرب عرض الحائط بقانون الجمعيات غير السياسية ومنها النقابة ويمارس السياسة عوض النضال النقابي... لكن أن يلغي حتى الدستور ويقول: الرئيس القادم لا يحتاج إلى انتخابات! فذاك يعني أن البلاد وصلت إلى مستوى من الرداءة السياسية وغير السياسية لا يمكن أن تحتمل.أصدقكم القول أنني عندما سمعت هذا المخلوق غير النقابي وغير السياسي يحسم في مسألة الرئيس القادم بتلك الطريقة العجيبة التي لم تقع حتى في إمبراطورية “بوكاسا” رحمه الله! عندما سمعت ما قاله سيدي السعيد أحسست بالحاجة إلى ابتلاع “قزان” لوبيا بخنشوش خنزير ويطبخها لي خصيصا ملك اللوبيا في شارع طنجة بالعاصمة... وأن أطفح مع هذا “القزان” دبوزة “روج” معسكرية.. أطفحها “كليرو” في ساحة الشهداء، على الطريقة التي قالها المرحوم مولود قاسم، عندما يئس من إصلاح حال الثقافة واللغة والدين في الجزائر، فقال رحمه الله: سأخرج إلى ساحة الشهداء وأشرب دبوزة روج كليرو أمام الناس احتجاجا على ما يقع في البلاد!واليوم لم يعد الخمر وحده يكفي للاحتجاج على طريقة مولود قاسم، بل لم يعد عندهم خناشيش ولا أقول أنوف... فالنيف أصبح معرّة في الجزائر بعد أن كان عزة وكرامة! أين بقايا النقابة التي تحدى بها المرحوم عيسات إيدير الاستعمار؟ أين رفاق وتلاميذ بن نيقوص ومولود ومزيان ومعزوزي وبلخضر وبن حمودة؟!هذا السعيد ببؤسه النقابي... لأنه سعيد بانتمائه إلى عالم الرداء، باع جلود العمال لفلول الفساد والرداءة والاستبداد، وصنع من جلود العمال أدوات “شيتة” بائسة لتلميع أحذية الفساد في “الباترونا” التي ينتمي إليها، وفي السلطة التي أصبحت بائسة إلى حد أن سيدي السعيد هو الذي يصنع لها خط السير السياسي! وهو يمثل السلطة لدى العمال، في وقت نحن في حاجة إلى أن يمثل العمال لدى السلطة.. إنني تعبان!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات