+ -

رغم أن شركة الخطوط الجوية الجزائرية تتمتع بحماية من المنافسة الشرسة لشركات الطيران الأخرى، حيث تحتكر شركة الطيران الجزائرية الأجواء الجزائرية لوحدها وبتدعيم من الحكومة الجزائرية التي وفرت لها الاحتكار... رغم ذلك تعرف الشركة خسائر فادحة تهدد بزوالها إذا لم تتدخل الحكومة الجزائرية كل مرة لتغطية العجز المالي للشركة من خزينة الدولة.ولا أحد تساءل لماذا تفشل هذه الشركة في وقت تحقق فيه شركات أخرى أرباحا هائلة لمجرد أنها تستغل جزءا يسيرا مما تستخدمه شركة الجزائر من خطوط، فالأمر يعود أساسا إلى سوء التسيير والفساد الذي ينخر هذه الشركة ومنه:1 - ظاهرة وجود أبناء المسؤولين وأحبابهم في مراكز حساسة من المسؤوليات في هذه الشركة، وخاصة بالخارج.2 - هناك ظاهرة أخرى خطيرة ولا ترى بالعين، وهي الترابندو الفسادي الذي يجتاح وكالات الشركة في الخارج.. حيث تقوم وكالات الشركة في العواصم الأوروبية ومدنها ببيع التذاكر لوكالات خاصة بأسعار تنافسية لتعيد بيعها بأسعار تربح فيها الوكالات الخاصة مبالغ قد تصل إلى نصف سعر التذكرة أحيانا! وخاصة التذاكر التي تسمى التذاكر “بروموسيونال”.. فهذه التذاكر لا يجدها المواطن الزبون في وكالات الشركة ويجدها فقط في الوكالات الخاصة التي تتعامل معها الشركة.ولهذا تجد وكالات الشركة فارغة من الزبائن، في حين تجد الوكالات الخاصة مزدحمة بالزبائن، خاصة في مواسم الذروة مثل العطل والمناسبات.3 – وكالات الشركة تقوم ببيع هذه التذاكر تحت الطاولة للوكالات الخاصة، يتقاسم الموظفون في وكالات الشركة الأرباح مع الوكالات الخاصة! ما يؤكد هذا الأمر هو أن التذاكر منخفضة السعر تباع كلها عبر الوكالات الخاصة، لا أحد يقتنع بأن الإدارة المركزية لا تعرف هذه الظاهرة.. لأنه بفحص بسيط للمبيعات يتبين أن الأمر فيه “إن”، ولا يتوقف الأمر عند موظفي الوكالات التابعة للشركة في الدول الأوروبية، بل يتعداه إلى المسؤولين الذين يتابعون عمل هذه الوكالات في الإدارة المركزية... ولو كانت الإدارة المركزية غير متواطئة في هذه القضية لاكتشفت الأمر من خلال ظاهرة بيع جل التذاكر من طرف الوكالات الخاصة... خاصة في المدن والعواصم الأوروبية.فالأمر إذن له علاقة بسوء التسيير وبالفساد المسكوت عنه من طرف مسؤولي الشركة ومن طرف الحكومة.. وما خفي كان أعظم.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات