+ -

ماذا لو أعلن الرئيس بوتفليقة غدا أنه يشرف على تنظيم انتخابات رئاسية في ظرف 45 يوما من الآن لا يترشح لها؟! وأنه كرئيس يضمن نزاهة ومصداقية هذه الانتخابات، فالانتخابات الحرة والنزيهة هي في النهاية قرار سياسي وليس هيئات رقابة وطنية ودستورية أو غير دستورية أو لجانا أجنبية لمراقبة الانتخابات. الرئيس في إمكانه إجراء هذه الانتخابات في المدة التي مازالت له ويضمن نزاهتها بقرار سياسي وليس بتحايل قانوني مؤسساتي. المعارضة التافهة تطالب بهيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات، أي أنها تقبل برئيس مزور للانتخابات وبحكومة مزورة للانتخابات وتطالبهما بأن يعينوا هيئة لتنظيم الانتخابات خارج إرادة الرئيس والحكومة؟! إنه البؤس السياسي بعينه؟! كيف يقبلون برئيس وحكومة مزورين ويأملون في انتخابات حرة ونزيهة تضمنها هيئة مستقلة؟! والهزال السياسي لهذه المعارضة يتمثل في عدم الذهاب إلى جوهر الأمور وهو أن الانتخابات الحرة هي إرادة سياسية من النظام وليست إرادة من هيئة دستورية أو قانونية محايدة مهما كانت نوعية أعضائها أو نوعية تشكيلتها!ألا يتذكر هؤلاء أن الانتخابات البلدية لعام 1990 والتشريعيات الملغاة لعام 1991 جرتا بطريقة حرة ونزيهة، شارك فيها الجميع ولم يطعن في صدقيتها ونزاهتها أي واحد، لأنها كانت نتاج إرادة سياسية حقيقية من الشاذلي وحكومته، ألا تتذكرون أن وزير الداخلية المرحوم العربي بلخير هو الذي أشرف على هذه الانتخابات كوزير للداخلية، وهو الذي أعلن النتائج، وهو من هو في عملية تزوير إرادة الشعب قبل هذا وبعد هذا! إذن فالانتخابات النزيهة لا يمكن أن تحدث إلا بإرادة سياسية! والإرادة السياسية للرئيس الحالي وحكومته غير متوفرة، لأن التحايل هو سيد الموقف في سياسة هؤلاء. الرئيس يترشح لعهدة من 5 سنوات وتعهد بأنه سيبقى سنة واحدة فقط إذا انتخب، تماما مثلما تعهد للجيش بأنه سيبقى سنتين فقط إذا فاز بعهدة رابعة، ولكنه بقي 5 سنوات وأراد عهدة خامسة، وعندما سقطت في الماء وضع خريطة طريق تمكنه من عهدة مفتوحة بلا انتخاب! وجاء بالإبراهيمي المراوغ لتنفيذ هذه الخطة! فالإبراهيمي قال: “إنه لا أحد كلفه بالاتصال بالناس لأجل عقد الندوة الوطنية، ومع ذلك يتصل بالناس”؟! يقول هذا دون أن يحس باستغباء الناس واستغباء نفسه! فإذا كان الإبراهيمي مثل من أتي به لا يمارس التحايل، فهل باستطاعته أن يقول للناس من يدفع له ثمن الإقامة في “سويت” الأوراسي بمبلغ لا يقل عن 50 مليونا لليوم، ويقول لنا ماذا يفعل عنده مدير التشريفات بالرئاسة معاريف؟ !وماذا يفعل عنده في “سويت” الأوراسي العديد من الحرس الجمهوري؟! فإذا كان هذا الأمر مبادرة منه، فماذا يفعل هؤلاء في الأوراسي؟! من العيب والعار أن يمارس هؤلاء مثل هذا التحايل والتضليل جهارا نهارا وفي هذا الوقت بالذات الذي أصبح فيه الشباب في الشوارع يكفر بمثل هذه الممارسات، والمؤسف أن يحدث هذا من هؤلاء وهم في أرذل العمر[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات