+ -

 قال قائد الأركان قايد صالح إن الشعب الجزائري خلال الثورة عانى أكثر من جيش التحرير! لأن جنود جيش التحرير كانوا يحملون السلاح ويواجهون الاستعمار يَقتلون ويُقتَلون.. لكن ”الدوار” الذي تقع فيه المعركة يباد شعبه من طرف الاستعمار دون رحمة!هذا الكلام صحيح ومن عاش الثورة يدرك معنى هذا الكلام. لكن إذا كانت هذه المعاناة في حرب التحرير من طرف الشعب مقبولة، فإنها اليوم مع الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير غير مقبولة. وينبغي أن يرتقي الجيش في ممارساته للسياسة إلى مستوى تطلعات الشعب ولا يخاف من الشعب وليس العكس.. لأن الجيش الوطني الشعبي الذي يحمل اسم الشعب لا بد أن يكون حاملا لتطلعاته وآماله.لا يجوز أن يقول الجيش للشعب ”ينبغي ألا ترتقي إلى مستوى الجيش لأن جيش الشعب لا يكون راقيا وشعبه غير ذلك”.الوقائع التي حدثت من الشعب بدءا من 22 فيفري دلت على أن الشعب كان راقيا في تفكيره السياسي وسابقا في تفكيره هذا لقيادة البلاد! الشعب هو الذي حرر قيادة الجيش لتتخذ ما اتخذته من إجراءات كالتخلي عن العهدة الخامسة، وملاحقة السُّراق، ومعنى هذا الكلام أن الشعب أبان عن نضج سياسي عال جدا وعلى المؤسسة العسكرية أن تساير هذا النضج.الشعب يطالب بنظام جديد ليس فيه تنظيمات ولا وجوه النظام الفاسد الذي أوصل البلاد إلى هذه الوضعية.. وهذا وعي عال من الشعب على المؤسسة العسكرية أن تثمنه وتدعمه، لأنه هو الوعي العالي الذي يدفع بالبلاد إلى مرحلة جديدة تضاهي أول نوفمبر 1954. في 22 فيفري وُلدت جزائر جديدة ولا مجال للمكابرة.. والحيلة في ترك الحيل!أما محاولات تجديد النظام الفاسد لنفسه بواسطة دعم بقايا الفساد في أحزاب الشيتة والزبائنية والفساد وإدارة الاستعمار الجديد، فهي سياسة عقيمة لا تمثل وعيا مقبولا شعبيا يطالب الشعب بالارتقاء إليه.نعم تبين الخيط الأبيض من الأسود فلم يعد الشعب يقبل بواجهة فساد سياسي تحكمه وتنجز باسمه المناكر السياسية والاقتصادية، ولم يعد الشعب يقبل بأن يحمي الجيش هذه المفاسد باسم المصلحة العليا للبلاد. الشعب الآن لا يهمه الدستور ولا أي شيء من المؤسسات البالية الآن، بل يُهمه أن يسترجع حقه من هؤلاء في تعيين ومحاسبة وعزل من يحكمه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات