+ -

فعلا البلاد على كف عفريت لأنها مقبلة على انتخابات ليس فيها ما يشبه الانتخابات، سواء على مستوى المترشحين الذين أعلنوا نية الترشح، أو على مستوى البرامج أو الأحزاب والهيئات التي تدعم هذا التوجه شبه السياسي!المشكلة الأولى التي تواجه هذه الانتخابات أن الشارع يتظاهر ضدها في ظل وجود أسماء من نظام الرئيس السباق بوتفليقة في مناصب المسؤولية في الدولة، في حين أن أنصار هذه الانتخابات يمارسون الانتهازية السياسية بالاختباء خلف السلطة، يؤيدون السلطة في مسعاها نحو الانتخابات، ويؤيدون الشارع في مطالبه بعدم إجراء هذه الانتخابات.المشكلة الثانية التي تواجه هذه الانتخابات هي أن التزوير لم يعد حلا لإجراء هذه الانتخابات، فالجهاز الوطني للتزوير الذي تدرب طوال 50 سنة على تقنيات التزوير، لم يعد يعمل بالقدر المعهود عنه في مسألة التزوير، ولذلك أصبحت نشاطاته مكشوفة، وأحزاب الموالاة لم تعد كما كانت أجهزة انتخابية بإمكانها أن تمارس التضليل الانتخابي السياسي المطلوب، لأن سجن قيادات هذه الأجهزة السياسية التي تسمى أحزاب الموالاة قد أصاب قواعدها ومناضليها بالشلل القاتل، والشعب أصبح لا يعادي السلطة فقط، بل يعادي كل تنظيم يشتمّ فيه رائحة التعامل مع السلطة.الجهة الثالثة في هذه الانتخابات وهي الإدارة، فهذه المؤسسة العريقة في التزوير وفي ممارسة السياسة الانتخابية بالتزوير، أصبحت هي أيضا في خبر كان، بعد أن تعرض العديد من الولاة والوزراء والمسؤولين إلى الملاحقات باسم الفساد الذي كانوا يمارسونه باسم السلطة ولصالحها ودفعوا الثمن لوحدهم في هذا الأمر. لهذا، فحالة الترقب في الإدارة اليوم لا تسمح بتنظيم انتخابات رئاسية متحكم فيها تزويريا، ولم تعد المسألة تتعلق بتزوير الأصوات، بل تتعلق بالأساس بجلب الناس إلى التصويت، وهي معضلة أخرى، وقد باتت هذه المعضلة من خلال الصعوبات التي واجهتها السلطة المستقلة لتنظيم الانتخابات في تنصيب فروعها على مستوى البلديات والولايات، والسبب هو توجس الانتهازيين من مسألة الفشل في هذه الانتخابات، وبالتالي انعكاس ذلك عليهم.المسألة الرابعة، هي عدم تحكم السلطة هذه المرة في المسألة الإعلامية، فلم تعد وسائل الإعلام الحكومية والخاصة لها ذلك التأثير في الرأي العام بخصوص الانتخابات، والسبب هو فقدان هذه الوسائل لمصداقيتها لدى الشعب، وظهور عامل جديد وهو الإعلام الشعبي بواسطة وسائل الاتصال الحديثة، وبذلك أنهى هذا الإعلام الجديد تأثير كل وسائل تزوير الرأي العام التي كانت تستخدمها السلطة في الماضي[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات