مواقف الولايات المتحدة بين باب المندب ومعبر رفح

+ -

يستفيد الكيان الصهيوني من حماية ودعم أمريكي لا ينفذ، بالرغم من كل ما يقال حول وجود خلافات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فواشنطن حركت أسطولها البحري وشنت غارات في اليمن بدون تفويض أممي بمبرر حماية الملاحة البحرية، وفي الحقيقة هي حماية الكيان الصهيوني، لكنها لا تتحرك لتطبيق القرارات الأممية لما يتعلق بالفلسطينيين وبالخصوص إدخال المساعدات للمدنيين بغزة، بل تتواطأ مع الاحتلال في تجويع الفلسطينيين.

لم تتأخر الولايات المتحدة في إطلاق تحالف دولي في البحر الأحمر وحركت أسطولها الحربي لضرب أهداف داخل اليمن، بذريعة أن الحوثيين يهددون الملاحة الدولية بأحد أهم المضايق البحرية في العام، لكن الذي حرّك واشنطن ليس تهديد شريان من شرايين التجارية العالمية، لكنه هدد اقتصاد دولة الاحتلال، بعد إعلان جماعة الحوثي استهداف السفن المرتبطة بالاحتلال أو المتجهة نحو فلسطين المحتلة ردا على العدوان الصهيوني على قطاع غزة.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد قادتا عمليات عسكرية مشتركة استهدفت عدة مناطق باليمن، رغم التحذيرات الدولية، أطلقت من ارتدادات تتسبب فيها العمليات العسكرية على الوضع في المنطقة التي تعيش أصلا وضعا أمنيا مترديا،

حيث تساهم في توسيع جبهة الحرب المشتعلة بفلسطين المحتلة. وللمفارقة، فإن الولايات المتحدة منذ بدء العدوان الصهيوني، تدعو إلى منع كل تحركات من شأنها توسيع جبهة الحرب.

في المقابل الولايات المتحدة لا تحرّك ساكنا بخصوص الوضع الإنساني في غزة، التي تعيش على وقع أزمة إنسانية وأزمة جوع تضرب القطاع بسبب منع وتضييق الاحتلال على المساعدات التي تدخل القطاع، حيث تدخل المساعدات بالتقطير عبر معبر رفح بسبب العراقيل الصهيونية.

وكان مجلس الأمن الدولي، قد اعتمد قرارا في 22 ديسمبر الماضي، يدعو "كل الأطراف إلى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق" إلى غزة، وإلى اتخاذ إجراءات "عاجلة" بهذا الصدد و"تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية". واستخدمت حينها الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد محاولة روسية لإضافة دعوة "لوقف عاجل ومستدام للأعمال القتالية" لمشروع القرار.

ويعيق الاحتلال الإسرائيلي وصول المساعدات إلى أكثر من 2.2 مليون فلسطيني محاصر، في تحد للقرارات الأممية، يقول عمال الإغاثة والأمم المتحدة، إن إدخال أي شكل من أشكال الإغاثة إلى غزة يعدّ عملية طويلة وشاقة، دخل ما معدله 95 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة بين 10 أكتوبر و1 فبراير، وفقًا للهلال الأحمر الفلسطيني بانخفاض عن 500 شاحنة تجارية ومساعدات يوميًا قبل الحرب، عندما لم يكن الفلسطينيون يواجهون النزوح الجماعي والمجاعة، ويعتمد نحو مليونين من سكان غزة الآن على مساعدات الأمم المتحدة.

الولايات المتحدة التي سخّرت نفوذها حماية للاحتلال وخدمة مخططاته وحربه على الفلسطينيين،لم تجد مبررا كافيا لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها آلة القتل الصهيونية، بالرغم من مقتل أكثر من 28 ألف وتحويل قطاع غزة إلى مكان غير صالح للحياة، تتواطأ مع الاحتلال في استخدام سلاح الغذاء لقتل الناجين من قصف الجيش الصهيوني.

كلمات دلالية: