وقود.. أرقام ومؤشرات كسب رهان الاكتفاء الذاتي

+ -

بعد أن ضمنت إحلال وارداتها من الوقود والبنزين، دخلت الجزائر معترك تصدير المواد البـترولية من الوقود بـصورة معتبـرة، بـداية بـالبـنزين خلال سنتي 2022 و2023، قبـل أن تتحضر للدخول إلى مجال تصدير الغازول أو المازوت في غضون سنة 2027، خاصة مع دخول مصفاة حاسي مسعود التي يرتقب أن تضمن إنتاجا بنحو 2,7 مليون طن من المازوت.

ورغم قيام الجزائر بتصدير كميات من الوقود سنتي 2022 و2023، إلا أن السنة الحالية 2024، مرشحة لأن تشهد نموا ملموسا في مجال تصدير البـنزين بـداية. وتمتلـك سوناطراك خمس مصافي لتكريـر النفط الخام بـقـدرة معالجة إجماليـة تبـلـغ 29 مليـون طن سـنويا، ويضاف إليها وحـدة معالجة المكثفـات بـقـدرة 5 ملايين طن سـنويا.

وتتضمن منظومة التكرير لدى سوناطراك، خمس مصافي بـقدرة إجمالية تفوق 30 مليون طن، بـداية بـمصفاة سكيكدة (أر أي 1 كا)، أكبـر مركبـات التكرير في الجزائر، بـقدرة 16,5 مليون طن، ومركبـ (أر أي 2 كا) "توبـينغ مكثفات" بـقدرة 5,5 مليون طن، إلى جانب مصفاة أدرار بقدرة 0,6 مليون طن، ومصفاة الجزائر سيدي رزين (أر أي 1 زاد) بـقدرة 3,645 مليون طن، وأخيرا أرزيو (أر أي 1 زاد)، بـقدرة 3,75 مليون طن، وتقدر قدرة مصفاة حاسي مسعود "أر أش أم دي 2"، بــ 1,1 مليون طن.

وقد تم تدعيم قدرات إنتاج مصفاة الجزائر، بمليون طن، مع بـرمجة مشروع انجاز مصفاة حاسي مسعود بـقدرة 5 ملايين طن، إلى جانب قدرات مصفاة "أوغوستا"، سـمح بتحسين أداء التكريـر بـتصديـر ثلاث شـحنات من البـنزين في سـنة 2022. كما سـمح إعادة تأهيل مصفـاة الجزائر بـتحقيق زيـادة معتبـرة في إنتاج البـنزيـن، أدت إلى انخفاض التزويد بحرا من مصفاة سكيكدة.

وشهدت سـنة 2022 انطلاق أشـغال إنجـاز مشروع ميثيـل ثلاثـي بـوتيل الإيرث بـأرزيو، بـقدرة إنتاج 200000 طن / سـنة (يسـتخدم ميثيـل ثلاثي بـوتيل الإيثر كمـادة مضافـة لتصنيـع البـنزين من دون رصاص، التي كان يتم استيرادها). وتجـدر الإشارة إلى أن 52 %مـن المنتجات التي تنتجها المصافـي مخصصة لتلبـية احتياجات السوق الوطنية، وتشمل غـاز البـترول المسال، والبـنزيـن، والمازوت، والكريوزيـن، وزيـوت التشـحيم، بـالإضافة إلى منتجـات خاصـة (وايـت سبـرايت، والبـنزين، وبـنزيـن ميثيلي، وخليـط الزيلني). فيمـا يوجه بـاقـي إنتـاج المصافـي للتصدير ويشـمل البـنزيـن، والمازوت، والزيـوت الأساسية، والبـنزيـن العطري. وقد بـلـغ حجـم النفـط الخـام المعالج في 2022 فـي المصافـي بـالجزائر، 25,5 مليـون طن، بـزيـادة قدرهـا 2 %مقارنـة بـسـنة 2021.

وبـدأت أولى جهود التصدير للبـنزين في 2022، حيث تم تصدير بمعية سوناطراك ثلاث شحنات بـما يعادل 73 ألف طن من صادرات البـنزين. كما شهدت سنة 2023 أيضا، عمليات تصدير، لكنها متواضعة، لم تتجاوز 100.000 طن، فيما يرتقب أن تكون مستويات صادرات البـنزين بـالنسبـة للعام الحالية أهم.

 

تكرير النفط

 

ووفقا للتقديرات الإحصائية لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبـك"، فإن القدرات الإجمالية لتكرير النفط بـالجزائر، قدرت بنحو 677.000 بـرميل يوميا، بـرسم عام 2022، مقابـل 657.000 بـرميل يوميا في 2019. وتسجل هذه القدرات نسبـة نمو بــ 4 بـالمائة، ومن المرتقب أن تتدعم القدرات الجزائرية، مع دخول مصفاة حاسي مسعود الإنتاج، التي يرتقب أن توفر نحو 2,7 مليون طن من المازوت، وهو ما يفتح البـاب أمام تصدير المازوت إلى جانب البـنزين آفاق 2027.

وقد جاءت توجيهات رئيس الجمهورية عبـد المجيد تبون في مجلس الوزراء، في جانفي 2024، حول مصفاة حاسي مسعود التي ستسمح بـإضافة قدرات بـ 5 مليون طن، في إطار العمل على تغطية الاستهلاك المحلي من البـنزين والتوجه نحو تصدير هذه المادة للخارج، بـعد أن تمكنت الجزائر من الاستغناء تماما عن الاستيراد.

وقد قام مجمّع سوناطراك بـالتوقيع، في جانفي 2020، على عقد مع مجموعة مكوّنة من تكنيكاس ريونيداس (إسبـانيا) وسامسونغ الهندسية (كوريا الجنوبـية)، لإقامة مصفاة للنفط بـحوض الحمراء بـحاسي مسعود. ويتعلق هذا العقد، الذي تبـلغ قيمته 440 مليار دينار جزائري (نحو 3.27 مليار دولار)، بإنشاء مصفاة تكرير النفط الخام بـطاقة 5 ملايين طن سنويا. وتوجه المصفاة لسبعة منتجات تلبي معيار أورو 5، وتتمثل في البـروبـان (127 ألف طن سنويا)، البـيوتان (180 ألف طن / سنة)، بـنزين 95 ( 352 ألف طن في السنة)، والبـنزين رقم 91 (1,373,000 طن في السنة)، والكيروزان (228,000 طن في السنة)، والديزل (2,659,000 طن في السنة) والبـيتومين (134,000 طن في السنة).

وفي عام 2022، تم تخصيص نحو 53% من منتجات المصافي لتغطية احتياجات السوق الوطنية، لاسيما في غاز البـترول المسال والبـنزين والديزل وزيوت التشحيم. ووفقا لتقديرات الوكالة الضبـط للمحروقات، فإن مستوى الاستهلاك الوطني للوقود بـلغ برسم عام 2022، حوالي 17,7 مليون طن بـنسبـة نمو بلغ +3 بـالمائة مقارنة بـ 2021، وبـلغ استهلاك المازوت 9.7 مليون طن بـنسبـة نمو بلغ +4 بـالمائة.

كما قدرت مستويات الطلب الوطني من الوقود، خلال السداسي الأول من 2023، بـنحو 8,69 مليون طن بـنسبـة نمو قدر بـ+6,7 بـالمائة، وهو ما يرشح الطلب الإجمالي، بـرسم سنة 2023، إلى أن يكون أعلى من السنة التي سبـقته، كمؤشر للديناميكية التي يعرفه السوق.

وبـرسم سنة 2023، تجاوز مستوى الوطني للمواد البـترولية 18.1 مليون طن، مسجلا ارتفاعا بـ3.5 بـالمائة مقارنة بـ17.3 مليون طن تم استهلاكها خلال 2022، حسب تقديرات سلطة ضبـط المحروقات.

 

كلمات دلالية: