المتحور الجديد لأوميكرون يطرق أبواب الجزائر

+ -

تستقبل مختلف المستشفيات والعيادات الطبية، في الآونة الأخيرة، الكثير من الحالات التي يشتبه في إصابتها بإحدى السلالات الجديدة للمتحور "أوميكرون". ونظرا لتطور الفيروس وتعدد الطفرات، صار من الصعب إجراء تشخيص دقيق لبعض الحالات، خصوصا مع ظهور أعراض جديدة كالإسهال وآلام المفاصل والقيء، وهي جميعها أعراض تتقاطع مع أعراض الإصابة بالأنفلونزا الموسمية.

يرى البروفيسور كمال جنوحات، رئيس الجمعية الوطنية لطب المناعة وأحد أكبر المختصين في المجال المناعي بالجزائر، أن متحور "أوميكرون" أصبح يفرز طفرات جديدة كل 4 أشهر، وهو في تغير مستمر ويقاوم من أجل البقاء.

وتزداد مخاوف خبراء الصحة، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، من استمرار انتشار المتحور "جي.آن.1" الذي ظهر لأول مرة في أوروبا، وبالضبط في فرنسا، إضافة إلى اكتشاف متحور جديد في جنوب إفريقيا حمل اسم  " A1.87.2"، التي أكد البروفيسور جنوحات أن جميعها مشتقة من المتحور "أوميكرون".

وبما أن المتحورات التي ظهرت جميعها مشتقة من متحور "أوميكرون"، يرى البروفيسور جنوحات أنه لا داعي للقلق كثيرا، لأن متحور كورونا ساهم بشكل كبير في منح أغلب المواطنين مناعة مكتسبة قوية، ما جعلنا في وضع مريح. وأوضح البروفيسور جنوحات أنه "من الصعب جدا التفريق بين حالات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية وفيروس كورونا، نظرا للتشابه الكبير في الأعراض، خصوصا ونحن اليوم في فترة تشهد تغيرات في الطقس، وهو ما حذرنا منه قبل 3 أشهر من الآن".

وقال البروفيسور جنوحات: "المتحورات أو السلالات الجديدة من كورونا تنتشر بسرعة كبيرة وبسهولة بين الأشخاص مقارنة بالمتحورات القديمة، وفي انتظار التقارير الرسمية التي سيصدرها معهد باستور أستطيع أن أطمئن الجميع حول الوضع العام".

ووقفت "الخبر" على اكتظاظ مصالح الاستعجالات الطبية بالمستشفيات والعيادات العمومية والخاصة، في الأيام الأخيرة، بمرضى ظهرت عليهم أعراض متشابهة بين إصابات الأنفلونزا الموسمية وفيروس كورونا، من حيث ارتفاع درجة حرارة الجسم والشعور والتعب والإرهاق الشديدين والسعال الحاد وسيلان الأنف والتهاب اللوزتين والحنجرة، فيما سجل الأطباء العديد من الحالات المتشابهة والمشتركة في أعراض القيء والإسهال وارتفاع درجة الحرارة ثم انخفاضها في وقت قصير، علاوة على انخفاض الضغط الدموي، ما جعلهم يرجحون أن الأمر يتعلق بكورونا بمتغير جديد وأن هذه الأعراض تستمر ثلاثة أيام قبل أن تبدأ في الزوال، بشرط مرافقتها بالأدوية (مضادات حيوية لمدة 8 ايام على الأقل).

ويرى المختصون أن الأنفلونزا الموسمية تأقلمت مع الاضطرابات الجوية التي نشهدها في الفترة الأخيرة، حيث إن الاختلال في درجات الحرارة يمثل شروطا ملائمة لنمو فيروس أكثر حدة وانتشاره السريع، وهو ما يفسر النسبة الكبيرة من الإصابات التي نشهدها مؤخرا.

ودعا خبراء الصحة أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن إلى عدم تخفيف الملابس خلال هذه الفترة، مهما اشتدت درجات الحرارة، لأن هذه الاختلالات يمكن أن تؤثر على صحتهم بشكل كبير، بالإضافة إلى ارتداء الكمامة في الفضاءات العامة والمزدحمة، سواء في المساجد أو الأسواق.