شمس الدين حفيز: ضرورة مشاركة مسلمي أوروبا في الانتخابات الأوروبية

38serv

+ -

نظّم المجلس التنسيقي لتحالف المساجد والجمعيات والأئمة المسلمين في أوروبا “آمال”، مساء أول أمس، بالمسجد الكبير بباريس، ندوة تفاعلية بعنوان “آمال وتحديات المسلمين في أوروبا” بمشاركة شخصيات من سبع دول أوروبية.

دعا عميد مسجد باريس الكبير ورئيس تحالف المساجد والجمعيات والأئمة المسلمين في أوروبا “آمال”، الأستاذ شمس الدين حفيز، إلى “توحيد أصوات وجهود المؤسسات والشخصيات المسلمة في جميع أنحاء أوروبا، والدفاع عن رسالة الإسلام الحقيقية، ضد أي تطرف، وحماية كرامة ومواطنة مسلمي القارة”، مؤكدا أن “الإسلام الذي نمثله هو الإسلام الوسطي المعتدل، إسلام التضامن، إسلام السلام، إسلام الحوار واللقاء مع الآخر”.

وأكد الأستاذ شمس الدين حفيز في كلمته الافتتاحية للندوة التفاعلية “آمال وتحديات المسلمين في أوروبا”، مساء الجمعة، أن المسلمين في أوروبا يواجهون تحديات وصعوبات كثيرة، مشيرا إلى عديد الصور الكاريكاتورية والبيانات التي توصف الإسلام بأنه يخلق العنف منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، موضحا أن هذا “غير صحيح”. كاشفا عن مشروع يتم التحضير له لتأسيس إطار للدراسات الإسلامية في فرنسا.

وشدّد رئيس المجلس التنسيقي “آمال” على ضرورة مشاركة مسلمي أوروبا في الانتخابات الأوروبية المزمع تنظيمها في جوان، وتفويت الفرصة على من يقرّر شأنهم.
بدوره، أكد إمام مسجد لندن المركزي، الشيخ فايد محمد سعيد، أن تعزيز القيم الإنسانية هي من أهم قيم الدين الإسلامي، مشيدا بتعامل الإمام في الغرب مع مختلف الديانات والثقافات، ملفتا إلى أن “همنا الأول هو خدمة ديننا ومجتمعنا”.

واسترسل الشيخ فايد في التحدث عن الإسلام والمسلمين في المملكة المتحدة، بدءا بمسجد لندن المركزي ورواده الأوائل من أمثال اللورد هيدلي الذي اعتنق الإسلام، مشيرا إلى المشاركات الكبيرة لمسلمي بريطانيا في المجتمع والحقوق التي يتمتعون بها. معرجا على الصعوبات والتحديات التي تواجههم من الأصوات المتطرفة التي تندد بالإسلام والمسلمين.

من جهته، أشاد المنسق العام للمشيخة الإسلامية في كرواتيا، الشيخ خالد ياسين، بالنموذج الكرواتي في التسامح والتعاون بين الأديان، مشيرا إلى أن كرواتيا اعترفت بالإسلام رسميا بصفة اعتبارية ورسمية في عام 1916م اعتراف كامل متكامل وليس ناقصا، وأن مسلميها ليسوا منعزلين عن المجتمع، لهم كافة الحقوق، وأنهم متحدين كلهم في جمعية إسلامية واحدة. وأكد سعيه إلى نشر النموذج الكرواتي المتميز في التعامل مع كافة الديانات، سواء تعلق بالأحوال الشخصية، أو التعليم الإسلامي في المدارس الحكومية، أو الإجازات الرسمية للأعياد الإسلامية، وغير ذلك. موجها رسالة إلى باريس أخذ النموذج الكرواتي في الاعتراف بالدين الإسلامي.

في حين، حذّر الإمام في الأكاديمية الإسلامية في السويد، الشيخ تاج الدين فرفور، من ثالوث العنصرية والتطرف والجهل بالدين والقانون، مشيرا إلى أن العنصرية لا تنتج إلا التطرف، والتطرف لا يلد إلا العنصرية، معرجا على قضية حرق القرآن الكريم في السويد وخلفيتها، محاولا معالجة ظاهرة التطرف والجهل بالدين من خلال الالتزام بالتعاليم الإسلامية.

بدوره، أبدى الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، الأستاذ عبد الصمد اليزيدي، اعتزازه بالنموذج الألماني الذي لم يفصل بين علاقة الدولة وبين الدين، مشيرا إلى أن الدستور يقرّ نوعا من العلاقة التشاركية بين المؤسسات الدينية وبين المؤسسات الممثلة للمسلمين. مؤكدا أن التربية الدينية حق لكل ألمانيا مهما كانت ديانته وثقافته. وأن الدين الإسلامي يُدرَّس في 7 جامعات ألمانية.

بينما تحدث مفتي أوكرانيا، الشيخ أحمد تميم، عن النموذج الأوكراني في التعامل مع الدين الإسلامي، مبرزا مبدأ الحوار بين مختلف الطوائف الدينية، مشيرا إلى المجلس التنسيقي بين الأديان والذي يمثل 95 في المائة من المجتمع الأوكراني، وهو أحد مؤسسيه وترأسه مرتين.

من جهته، تطرق مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي في مدريد بإسبانيا، الأستاذ حسام بن صديق خوجة، عن واقع الإسلام والمسلمين في إسبانيا، بدءا بحضارة الأندلس التي دامت ثمانية قرون، ثم ظهوره من جديد في بداية السبعينيات، إلى أن تم الإشهاد على ذلك بإمضاء اتفاقية عام 1992 بين الإدارة الإسبانية وبين مفوضية المسلمين في إسبانيا. ملفتا إلى “الحاجة إلى عمل موحد”، وأضاف: “ولعل ‘آمال’ يكون بداية ثمرة ونشاط لهذا العمل”.

وكشف الأستاذ حسام أن “عملية التواصل المؤسسي بين الهيئات الإسلامية في إسبانيا في أعلى مستوياتها”، مؤكدا أن “رابطة العالم الإسلامي تعمل بجهد كبير لبناء الجسور ولبناء الثقافات والأديان، حيث وقعت على وثيقتين: وثيقة مكة المكرمة باعتبار وثيقة إنسانية لها روح وأساس ديني، ووثيقة بناء الجسور بين الثقافات والحضارات والأقليات والأديان في رمضان الفائت”.
في حين، أبرز مدير المركز الثقافي الإسلامي في فيينا بالنمسا، الأستاذ أحمد بن سعد المفرح، النموذج النمساوي في الاعتراف بالإسلامي باعتباره أول دولة غربية تعترف بالإسلام رسميا، مشيرا إلى مسيرة نشر الإسلام في النمسا إلى غاية الاعتراف بالهيئة الإسلامية التي تمثل المسلمين هناك.

واختتمت الندوة التفاعلية حول الإسلام في أوروبا، بنقاش مثمر بين المشاركين من سبع دول أوروبية وبين الجالية المسلمة، تركز أغلبها حول رسالة عميد مسجد باريس ورئيس “آمال” بضرورة المشاركة في الانتخابات الأوروبية، وكيفية إيصال صوت المسلمين إلى المسؤولين في هذه الدول، ومسألة التربية الإسلامية في المدارس الحكومية، وأيضا قضية التأمين الإسلامي وغير ذلك. 

l نظّمالمجلسالتنسيقيلتحالفالمساجدوالجمعياتوالأئمةالمسلمينفيأوروباآمال،مساءأولأمس،