+ -

يقبل الكثير من الأشخاص على تناول دواء الباراسيتامول الذي يتم تداوله تحت تسميات تجارية مختلفة، عند الشعور بالصداع، نظرا لقدرته على تسكين الألم، دون الانتباه إلى أن له تأثيرات سلبية على صحة الجسم في بعض الحالات، بسبب الإفراط في استهلاك الجرعات.

وفي الدول الأوروبية، أصبحت التحذيرات من الاستعمال العشوائي للدواء كثيفة في الإعلام وفي النشرات الصحية بعد العديد من الدراسات التي أظهرت مخاطر الدواء. وحذرت مؤخرا الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية في فرنسا، الشركات المصنعة بأن تضع على جميع عبوات الأدوية التي تحتوي "الباراسيتامول"، ضرورة تفادي الجرعة الزائدة من العقار.

وكانت الوكالة، قد حذرت سابقا من أن الجرعة الزائدة من "الباراسيتامول" يمكن أن تؤدي إلى مخاطر كبيرة على الكبد، حيث شددت الوكالة على وضع رسالة بأحرف كبيرة حمراء، يعلوها مثلث التحذير "جرعة زائدة = خطر.. تجاوز الجرعة ممكن أن يدمر الكبد، على عبوات الدواء، حسب صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.

كما وجهت الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية بفرنسا، تحذيرا إلى الأولياء حول دواء دوليبران 2.4% المخصص للرضع والأطفال وذلك بسبب وجود خلل في الممصات الموجودة في علبة هذا الدواء. وأبلغ مختبر Opella Healthcare France عن مشكلة في منتجه، الذي لا يحتوي الماصات على التدرج، ولذلك لا يمكن قياس الجرعة بشكل صحيح، لتجنب المخاطرة بخطأ في الجرعة، مضيفة "الشراب ليس هو السبب، العيب المذكور يتعلق فقط بالماصات البلاستيكية.'' وسيتم توجيه الصيادلة لفحص الماصة أمام المريض عند صرف الدواء.

ويوضح ذات المصدر، أن تناول جرعة زائدة من الباراسيتامول يحمل خطر “التسمم الخطير (…) خاصة لدى الأطفال الصغار”. وبالتالي فإن الجرعة الزائدة يمكن أن تؤدي إلى التهاب الكبد.

منع الاستخدام دون وصفة

وكانت الوكالة الفرنسية للأدوية، قد أعلنت خلال السنوات السابقة، عن منع الاستخدام الشخصي للأدوية التي تحتوي الباراسيتامول في فرنسا، وأبرزها "دوليبران" و"ديفل"، بعد ثبوت وجود مخاطر حقيقية على صحة متعاطيها.

ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية في هذا الموضوع، فإن الأدوية المذكورة لن يتم السماح ببيعها إلى الأشخاص للاستخدام الشخصي إلا بوجود وصفة طبيب، وسيكون للصيدليات وحدها الحق في بيع هذه الأدوية، ومنعها على المتاجر والمحلات الأخرى.

وحسب ذات المصدر، ونقلا عن الوكالة الفرنسية المتخصصة في سلامة الأدوية والمنتجات الصحية، فإن هذه الأدوية تحتوي على مادة الباراسيتامول، وتشكل هذه المادة خطرا كبيرا على الكبد، حيث تبقى احتمالية تلفه واردة، وقد تؤدي إلى الوفاة أيضا.

بن أشنهو يحذر

وفي هذا الموضوع، كشف المختص في الصحة العمومية الطبيب فتحي بن أشنهو في تصريح لـ "الخبر" إن الأستاذ هلالي عبد القادر (رحمه الله) كان قد تطرق منذ 30 سنة لموضوع أخطار الاستهلاك غير العقلاني لأدوية الباراسيتامول، مؤكدا أنه لا توجد تربية صحية للمواطنين خاصة وأن كل الأدوية هي عبارة عن مواد كيمياوية تسبب اضظربات خطيرة على الجسم.

وأفاد الطبيب أن الباراسيتامول يعتبر من أحسن الأدوية المضادة للألم (حسب منظمة الصحة العالمية)، إلا أنه توجد إشكالية في طريقة استهلاك هذا الدواء وعدم وجود تربية صحية في الميدان، مشيرا إلى أنه لدينا أحسن نظام صحي في الجزائر، إلا أن دور الوحدات الصحية ينبغي أن يعنى بالتربية الصحية للمواطنين وليس لإشهار الأدوية.

وفي هذا السياق، أوضح بن أشنهو أن العديد من المواطنين يلجؤون إلى استهلاك هذا العقار بسبب آلام الرأس التي أول ما يصاحبها هو ارتفاع الضغط الدموي، وفي هذه الحالة يفترض قياسه قبل تناول الدواء، مؤكدا أن الطريقة الفوضوية في استهلاك الباراسيتامول يمكن أن تؤدي إلى سرطان الكبد.

وشدد المتحدث على ضرورة تنوير منتسبي قطاع الصحة للرأي العام من خلال حذف المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالعلاجات، مثل الحجامة التي يستعملها الكثير بغرض العلاج إلا أنها تؤدي إلى فقد الدماء.