+ -

دخلت طائرة “هيرقل سي 130” أمريكية الصنع، الخدمة سنة 1956، وكان أول طيران تجريبي لها سنة 1954 في رحلة من بوربانك إلى كاليفورنيا. وصنع هذا الطراز في الأصل ليحمل قوات العمليات الخاصة للقفز بالمظلات من ارتفاعات منخفضة أو الهبوط للقيام بأعمال هجومية أثناء الحروب،  وكذلك لأغراض الشحن والدعم الجوي في الأسطول الحربي الأمريكي.تم تصنيع الطائرة بناء على طلب الجيش الأمريكي. فخلال الحرب الكورية التي بدأت سنة 1950، فكرت القيادة الأمريكية في تحديث أسطولها الجوي الذي يعود إلى الحرب العالمية الثانية.واشترط الجيش على الشركات التي قدمت عروضها، أن تستطيع الطائرة نقل 94 راكبا و72 من الجنود مع تجهيزاتهم. وفي عام 1952، اختار سلاح الجو مشروع شركة “لوكهيد”.ودخلت “هيركول سي 130” الخدمة في 9 ديسمبر 1956، وتم تسليم مجموعة 500 طائرة حتى مارس 1978. وحتى الآن، قدمت شركة “لوكهيد هيركول” للجيش الأمريكي 998 طائرة و433 لحكومات أجنبية، ومجموع ساعات طيرانها تتعدى الـ 12 مليون ساعة طيران.استخدمت الطائرة في معظم العمليات الحربية منذ عام 1960 من قبل الكثير من الجيوش وفي الكثير من الحروب، ومنها حرب فيتنام، حرب جزر الفوكلاند، الحروب العربية الإسرائيلية، وحرب الخليج، وحرب البوسنة.ومن خصائص هذه الطائرة التي يستعملها إلى جانب قوات مشاة البحرية الأمريكية، سلاح الجو الملكي البريطاني، الجيش الجزائري، المصري، السعودي، والمغربي، القوة الجوية الإيرانية.. أنه يمكنها الهبوط في الأرضيات غير المجهزة.وتوصف بأنها طائرة النقل العسكري بامتياز، يمكنها حمل حوالي 128 جندي بسيط أو 92 جنديا من المظليين بتجهيزاتهم، أو 18 طنا من العتاد. يتراوح طاقمها بين أربعة وخمسة أفراد، بحيث يضاف واحد متخصص في القفز في حالة حملها لمظليين.ويمكنها التحليق لمسافات كبيرة نظرا لأنها متوفرة على خزانين احتياطيين للوقود، سعة كل واحد على حدة 5150 لتر بدون الخزان الرئيسي، وعلى أربعة محركات تيربو ت 56 بقوة 4300 حصان لكل محرك على حدة، تعتبر لؤلؤة الصناعة العسكرية الأمريكية.وتستخدم في عمليات البحث والإنقاذ عند حدوث الكوارث، ونقل المواد والمساعدات الإنسانية إلى مناطق الكوارث، الخدمة في المناطق الثلجية مثل القطب الشمالي، التزويد بالوقود جوا، تستخدم كخزان لنقل البترول وغيره، نقل الشخصيات الهامة، الاستكشاف والاستطلاع.كما يمكن استغلالها كمستشفى عسكري طائر، والحراسة البحرية، والإنذار المبكر، وتستخدم كذلك في عمليات إطفاء الحرائق. لكن رغم كل خصائصها، عرف عن هذا الطراز من الطائرات تعرضها للكثير من الحوادث عبر العالم، ومنها حادثة سقوط طائرة من هذا الطراز تابعة للجيش الإيراني في ديسمبر 2005 وعلى متنها 84 شخصا، بينهم 68 صحفيا كانوا يستعدون لتغطية مناورات عسكرية بمنطقة بندر عباس جنوب إيران.وفي ماي سنة 2009، تحطمت طائرة تابعة للجيش الإندونيسي كان على متنها عسكريون وعائلاتهم، بعد إقلاعها من القاعدة الجوية بجاكرتا. كما اصطدمت طائرة تابعة للقوات الملكية المغربية مؤخرا بأحد الجبال بسبب الضباب، وعلى متنها عسكريون وعائلاتهم.وفي الجزائر، سجل أول حادث لهذا الطراز من الطائرات العسكرية في تاريخ الطيران الجوي الجزائري سنة 2003، عندما سقطت طائرة عسكرية من نفس النوع فوق منطقة سكنية في بني مراد بولاية البليدة، بالقرب من مطار بوفاريك العسكري أين أقلعت منه الطائرة، ما أدى إلى مقتل 20 شخصا، بينهم أربعة من أفراد الطاقم، وإصابة أكثر من 30، وتحطيم عدد من المنازل.وفي أوت سنة 2006، سقطت طائرة شحن جزائرية من تصنيع شركة “لوكهيد” الشركة نفسها المصنعة لطائرة “هيركول سي 30” بمدينة في إيطاليا، وكان على متنها ثلاثة أشخاص.غير أن أكثرها عنفا، كان حادث سقوط طائرة “هيركول سي 30” في ولاية أم البواقي، والتي انطلقت من مطار تمنراست مخلفة 77 قتيلا وناجي واحد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: