مناضلة القضية الصحراوية صانعة الشكولاطة في مخيمات اللاجئين

38serv

+ -

تخفي المصممة والمصورة الشابة، السنية فراجي، وراء "الملحفة" الصحراوية ذات الألوان الزهية ونظاراتها الكبيرة الجميلة، نظرة مليئة بالإرادة وابتسامة تشع بالأمل والتحد لمواجهة قساوة العيش في مخيم "السمارة"، والنضال من أجل تحرير الأراضي الصحراوية من الاستعمار المغربي بفضل الإبداع الفني في مجال التصوير والغرافيك.

استوقفتنا أعمالها المعروضة في جناح العرض بالصالون الدولي للصناعة التقليدية بوهران بمشاركة 6 حرفيين من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، أعمال تتمثل في صور لمختلف نشاطات قيادات جبهة البوليزاريو والجمهورية العربية الصحراوية في الأراضي المحررة، ومخيمات السمارة وأوسار وبوجدور، بالإضافة إلى مجموعة من الملصقات المنجزة من طرفها وعلبة " شوكولاطة" من تصمميها الخاص.

استظهرت المصممة بافتخار محتويات غلاف علبة الشكولاطة والمكتوب عليه "مصنوع في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية". وكشفت باعتزاز"قمت بتصميم الرسم والغلاف تحت الخيمة وبوسائلي الخاصة واستعنت بصاحب مطبعة في قسنطينة لإنجاز كمية من العلب لتسويقها وعرضها في صالون – أرت تيفاريتي-  ينظم دوريا في الأراضي المحررة." وأوضحت بأن اهتمامها بالتصميم والتصوير والغرافيك يعود لسنوات خلت رغم حصولها على شهادات تقنية سامية في تسيير الموارد البشرية في مركز التكوين المهني بمدينة المسيلة، لكنها فضلت اقتحام عالم التصميم والتصوير وإنجاز مختلف الملصقات كمساهمة في الثورة للتحرر من المستعمر المغربي ونقل صوت وآهات الشعب الصحراوي، وتمرير رسالة تحد مفادها استمرار الحياة والأمل رغم قساوة العيش في مخيمات اللاجئين بعيدا عن الوطن.

ويبقى حلم المصممة الثورية هو المشاركة في دور تكوين في مجال تصميم الغرافيك والتصوير لمواصلة مسارها وترجمة كفاح الشعب الصحراوي.

هذا وقد وجدنا في نفس الجناح مجموعة من المنتجات التقليدية والفنية من إنجاز أنامل حرفيين وفنانين صحراويين كدليل أن شعلة الإبداع والابتكار مستمرة رغم الاحتلال المغربي. حيث أشار يجي الدحة أحمد بابا أحد المشاركين في المعرض للوحات التشكيلية من إنجاز فنانين تابعوا تكوينهم في الجزائر وكوبا وبلدان أجنبية على غرار أعمال صالح إبراهيني التي تتضمن رسومات فوق الجلد وأعمال محمد سالم. وأكد محدثنا بأن قساوة العيش في المخيمات لم تمنع الحرفيين من ممارسة مهن صناعة الحلي النحاسية والفضية والجلدية ومختلف المواد الخشبية، وكذا خياطة الألبسة التقليدية "كالدراعة والرامبية والملحفة" والمكملات الغذائية رغم قلة الطلب على هذه المواد التي يتم عرضها في صالون وطني أثناء الاحتفال بالذكرى الـ28 فيفري من كل سنة، وينتمي مختلف الحرفيين لغرفة الصناعة التقليدية المنضوية تحت لواء وزارة التنمية.