الجزائر لا تأكل من لحم كبش “داعش”

+ -

 المتتبع للموقف الجزائري من الحرب المعلنة ضد ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” يرى أن الجزائر مترددة، وليس هناك أي رغبة أو نية لها في إعلان الحرب من جهتها ضد هذا التنظيم الإرهابي الذي بدأ يأخذ الشكل الأخطبوطي ويمتد زحفه عبر الحدود، حيث تجند ويتحالف العالم للدخول في حرب شاملة ضده ومتابعته للقضاء عليه، فالجزائر رغم خبرتها في هذا المجال واكتوائها بنار الإرهاب، وما عانته لعقد من الزمن بسبب الإرهاب لا تبدي في الوقت الراهن أي رغبة بالمشاركة في هذه الحرب المعلنة ضد “داعش”، وليست الجزائر غافلة عن ذلك ولا عن مخاطر هذا التنظيم، بل للجزائر في ذلك رؤى وحسابات أخرى عديدة، حيث ترى أن هذه الحرب جاءت لتخدم مصالح عديدة ومتعددة وملف مساومات أخرى، تريد أن تضعها بعض الجهات بين يديها.الجزائر ليست غافلة عنها أيضا لأن هناك جهات بعينها هي المستفيدة من هذه الحرب التي يراد بها على سبيل المثال تغليب طرف على طرف آخر، على غرار ما يجري في الشرق الأوسط، وبما أن الجزائر لا تزال ترفع شعار عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، خاصة وأن تنظيم “داعش” لا يهدد أمن واستقرار الجزائر بشكل مباشر، لذلك فإن الجزائر لا ترى أي إمكانية أو مكانة لأي تنظيم إرهابي في أراضيها تخاف مقارعته، إذ تعتقد أنها قد قضت تماما على هذه الظاهرة من على أرضها، كما ترى أن تنظيم الدولة الإسلامية في نظرها محصور في بلدان بعيدة عن حدودها ولم يعلن أي تواجد له بدول الجوار تصلها تهديداته، مثل الجارة ليبيا التي تعيث فيها الميليشيات المسلحة فسادا، أو الجارة الأخرى تونس وحتى دولة مالي المفتوحة على كل الاحتمالات.وقد اعتبرت الجزائر إعلان بعض العناصر الإرهابية ولائهم لتنظيم “داعش” من الجزائر في المدة الأخيرة وإعلان الخلافة تحت مسمى “جند الخلافة في أرض الجزائر” تقف وراءه جهات أجنبية، ويعتبر لا حدث في حد ذاته القصد منه هو جرّ الجزائر إلى الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، ولا تزال الجزائر ترفع هذا الاعتقاد في الوقت الذي قام التنظيم الجديد “جند الخلافة في أرض الجزائر” باختطاف رعية فرنسي من أعالي جبال “تيكجدة” القريبة من مدينة البويرة بمنطقة وصلها المواطن الفرنسي أو “الطعم الفرنسي” في رحلة سياحية، فقد شككت الجزائر كثيرا في صحة رواية الاختطاف، واعتبرت ذلك محاولات أخرى من جهات أجنبية تريد إرغام الجزائر على مشاركتها وجرّها إلى خوض الحرب ضد تنظيم “داعش”. هذا ما أعلنت عنه الجزائر عن طريق وسائل إعلام جزائرية، وقد علقت وسائل الإعلام الجزائرية على أن في ذلك مناورة من فرنسا تحديدا وأن عملية اختطاف المواطن الفرنسي بأرض الجزائر يحمل بصمات أجهزة أمنية أجنبية بتواطؤ مع عناصر متشددة جزائرية.  وللجزائر موقف معروف وهو دائم رافض لأي تحالف أو محاولة لإسقاط الأنظمة، على غرار نظام بشار الأسد، فكثيرا ما رفضت الجزائر عدة مقترحات كان الغرض منها التدخل في سوريا لإنهاء أزمتها، حيث ترى في ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية للغير، وهذا ما ترفضه دوما، وتتبناه مبدأ من مبادئ سياستها تتمسك به، وكذا عقيدة جيشها هي عدم القتال خارج حدود البلاد[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات