رأس دروكدال الخطوة المقبلة في ترتيبات الأمن العسكري

+ -

 من المؤكد أن مقتل 22 عضوا من “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” سيحدث حالة ارتباك في قيادتها بزعامة عبد المالك دروكدال. وتدرك قوات الأمن أن تحييد قائد التنظيم، الجاري البحث عنه منذ 21 سنة، سيؤدي إلى شل حركة الجماعة نهائيا لعدم وجود بدائل كثيرة لخلافة أميرها.باستثناء دروكدال المعروف حركيا بـ”أبي مصعب عبد الودود”، لا يتوفر التنظيم على قيادات بارزة أخرى ما عدا عبد الإله الجيجلي، أمين “صندوق المال” في الجماعة، الذي لازال ينشط بالشمال، حسب معلومات أمنية، وبدرجة أقل يحيى جوادي المعروف بـ”أبي عمار” الذي أوفده أمير الجماعة إلى المنطقة الصحراوية عام 2007، ليتأمر على كتائبها خلفا لمختار بلمختار، بعد أن دخل في خلاف حاد مع القيادة العامة للتنظيم حينها. وتاه جوادي في الصحراء وحيدا، بسبب عجزه عن احتواء بلمختار الذي ربط صلات قوية مع عصابات التهريب، وتمكن من تأسيس تنظيم جديد سماه “المرابطون”، وفرعه “الموقعون بالدماء” الذي خطط ونفذ عملية تيڤنتورين مطلع 2013.ولأن دروكدال (45 سنة) يتمتع بحس أمني حاد، فهو يتجنب كثرة التنقلات بين المناطق، لهذا السبب واجهت قوات الأمن صعوبة في رصد حركته منذ أن استخلف نبيل صحراوي (مصطفى أبو إبراهيم) أمير “الجماعة السلفية للدعوة والقتال”، الذي قضى عليه الجيش في جوان 2004 بأعالي بجاية في عملية أمنية دقيقة. وكان معه أثناءها 4 من قادة التنظيم، أبرزهم “عكاشة البارا” واسمه الحقيقي عبد العزيز عبي. ولا يعرف حاليا بالتدقيق الأماكن التي يتردد عليها “أبو مصعب”، لكن المرجح أنه لم يغادر معاقل التنظيم الرئيسية بولايات البويرة وتيزي وزو وبومرداس وبجاية.وتلقت الجماعة المسلحة ضربة قاصمة في 2013، بسبب فقدانها العنصر الثاني فيها من حيث الأهمية. صلاح قاسمي أو “صلاح أبو محمد”، كان مسؤول الدعاية في الجماعة والمتحدث باسمها طيلة سنوات، أوقعت به المخابرات في كمين داخل مقهى بمدينة البويرة. وظل الأمن يتعقب أثر قاسمي لسنوات طويلة، بسبب نشاطه المكثف على الأنترنت وكثرة اتصالاته، وكاد يوقع به في مستغانم عام 2008. ومن المؤكد أن الأمن عندما حيده، فقد حرم القاعدة من سلاح قوي يتمثل في الترويج لأعمالها. وأدى اعتقاله إلى حدوث خلخلة في ترتيبات التنظيم الإرهابي، واضطرت قيادته إلى مراجعة كل خططها، خاصة ما تعلق بمواقع انتشارها تفاديا للإيقاع بما بقي من عناصرها.وعلى عكس “الجيش الإسلامي للإنقاذ” الذي اقتنع أفراده بمشروع الوئام نهاية 1999، فتخلوا عن السلاح جماعيا، فإن أفراد الجماعة السلفية التي تحولت إلى فرع للقاعدة منذ جانفي 2007، لم يكترثوا لسياسة المصالحة، إذ لا تتوفر إحصائيات رسمية تتحدث عن استسلام جماعي لعناصر الجماعة، بل إن سنوات 2005 و2006 و2007 عرفت التحاق المئات من الأشخاص بالإرهاب، خاصة منذ الإفراج عن حوالي ألفي سجين بموجب المصالحة. وتم استخدام البعض من هؤلاء في عمليات انتحارية، مثل تلك التي استهدفت مبنى الحكومة ومقر الأمم المتحدة بالعاصمة، ومدرسة الدرك الوطني بيسَر ولاية بومرداس.وقد أوحت هذه الاعتداءات التي خلفت المئات من القتلى، بأن الإرهاب عائد وبقوة أكبر. لكن سرعان ما استرجعت قوات الأمن زمام المبادرة في الميدان، فحاربت خلايا التجنيد في الأحياء الفقيرة التي كانت الشريان الذي يغذي صفوف التنظيم بالجهاديين، فتم اعتقال عدد كبير منهم. واستمر الضغط على الجماعة في السنوات الماضية، فأثمر نهاية 2014 مقتل عبد المالك ڤوري أمير “جند الخلافة” الداعشية، المنشق عن القاعدة. وكانت نهايته إيذانا بقرب نهاية الإرهاب في معاقله الرئيسية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: