+ -

كيف تقرأون هجمات باريس الليلة قبل الماضية وحصيلة الضحايا المرتفعة؟ اعتداءات باريس عملية إجرامية ارتدادية لما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، انتقام من الحكومات التي ترعى وتسلّح وتدرّب وترسل جنودا ومقاتلين إلى هناك للقتال في سوريا والعراق. بعبارة أخرى، إنه هجوم مضاد لن يكون مقتصرا على فرنسا فقط.. بل إنّ شظاياه ستتطاير في كل الاتجاهات، ولن تبقى فرنسا هي المستهدف الوحيد، بل هي الرقم الأول، وستليها اعتداءات أخرى مستقبلا بسبب ما ذكرت من أسباب.تريد أن تقول إن فرنسا تحصد ثمار سياستها في سوريا؟ نعم، إنها تدفع ثمن تدخلاتها ومواقفها من الأزمة السورية بشكل خاص، يمكن القول إن اعتداءات باريس تشكّل حلقة جديدة في مسلسل تمدد هجمات الفئات الضالة المنضوية تحت مظلة التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط. بطبيعة الحال، في هكذا أفعال المدنيون الأبرياء هم الذين يدفعون حياتهم ثمنا لتلك السياسات، لأن الإرهابيون لا يفرقون بين الجاني والبريء.ما تداعيات هذه الاعتداءات على استقرار الجزائر المحاصرة بأوضاع غير مستقرة من كل الجهات؟ صحيح، نحن نعيش وضعا أمنيا استثنائيا منذ فترة. أعتقد أن أولى التدابير المطلوب توفيرها والعمل بها هو التأكيد على ترسيخ التضامن الوطني في مثل هذه الحالات، بمعنى، تعزيز تماسك جبهتنا الداخلية والرفع من درجة اليقظة التي تعني الاستعداد للتصدي لأي طارئ بل واستباقه بعمليات نوعية ترتكز على العمل الاستخباراتي الميداني. أيضا، علينا الانتباه إلى الانتشار الجيد لقواتنا المرابطة على الحدود وفي المناطق الداخلية. علينا رصّ صفوفنا وتقوية جبهتنا الداخلية. وأظن بأن المناعة التي اكتسبها الشعب الجزائري من سنوات الإرهاب الإجرامي، تدعوه إلى التفطن لأي محاولات.  تبقى هجمات الجمعة استعراضية لأبعد الحدود، أليس كذلك؟ حقيقة، الاعتداءات خطط لها بشكل محكم وتنفيذها أيضا. أن تستهدف ملعب كرة قدم شهير في قلب باريس وبحضور الرئيس فرانسوا هولاند، يؤشر على انتكاسة لأجهزة الاستخبارات الفرنسية.وبالتالي في مثل هذه الحالات، أي ثغرة في منظومة الأمن تعني استهدافا مباشرا ومؤثرا. وما حدث مساء الجمعة يلخّص كل ما قلناه.هل ننتظر حربا ضد الإرهاب في أوروبا؟ القول بذلك واقعي جدا، ما يهمنا أن يحافظ الشعب الجزائري على تماسكه، لأن ذلك يعني أن نكون على دراية بكل ما يجري حولنا، من مخططات وتحركات محتملة للإرهابيين. نعوّل كثيرا على وعي كل أبناء الوطن من أجل إحباط أي محاولة لضرب استقرارنا.. الحمد لله، المناعة التي اكتسبناها بفضل التضحيات والعمل الاجتماعي والسياسي المعتبر، وفي مقدمة ذلك دور المساجد ومواقف الأحزاب الإسلامية التي وقفت في وجه التطرف والمتطرفين تجعل هذه المهمة ممكنة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: