مجتمع

ما مصير صالونات تجميل الأظافر بالجزائر؟

بعد دخول تعليمة الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ.

  • 2662
  • 2:49 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

دخلت، أمس الاثنين، تعليمة الاتحاد الأوربي الخاصة بمنع استعمال طلاء الأظافر حيز التطبيق. ويأتي هذا القرار، حسب منظمة حماية المستهلك، بعد حظر مادة أكسيد ثلاثي ميثيل بنزويل ثنائي فينيل الفوسفين المستعملة في طلاء الأظافر، حيث سيتم سحب المخزون القديم من ذات المادة ابتداء من الفاتح سبتمبر الحالي.

بات تجميل الأظافر وتزيينها بالجزائر، وعلى غرار بقية الدول أحد مظاهر التجميل التي تحرص غالبية الفتيات والنساء بالجزائر عليها، وهو ما يبينه الإقبال الكبير على الصالونات المختصة في تجميل الأظافر، والتي باتت منتشرة بكثرة خاصة على مستوى الأحياء الراقية بالجزائر العاصمة.

يحدث ذلك في الوقت الذي لجأت فيه الكثير من الفتيات إلى تحويل جزء من منازلهن إلى صالونات تجميل للأظافر، الأمر الذي خلق نوعا من المنافسة المربحة.

ومن بين هؤلاء "رشا" المتحصلة على دبلوم في الطب، والتي قررت بعد سنتين من البطالة استغلال غرفة من غرف بيتها العائلي الكائن بالأبيار، إلى قاعة لتجميل الأظافر، لتنجح في الحصول على زبونات دائمات بدءا من صديقاتها، لتتوسع دائرة قاصداتها إلى فتيات ونساء من مختلف الأعمار، الأمر الذي جعلها تستعين بمساعدة لها في المجال، خاصة وأن ما تمارسه ذرّ عليها مداخيل مالية معتبرة.

للعلم أن أسعار هذه الخدمات التجميلية مرتفعة، حتى أنها باتت الخدمات التجميلية الأكثر طلبا من قبل الفتيات والنساء وعلى طول السنة، على خلاف تصفيف الشعر والماكياج الذي عادة ما يرتبط بموسم الحفلات والأعراس.

وحول ذات الفكرة أكدت لنا "الزهراء"، وهي صاحبة محل للحلاقة، أنها وتماشيا مع الطلب المسجل على تجميل الأظافر، عمدت منذ ثلاث سنوات إلى تخصيص جزء كبير من صالون الحلاقة الخاص بها إلى فضاء خاص بتزيين الأظافر، حيث اقتنت الأجهزة الخاصة بذلك واستعانت بمختصات في المجال، خاصة وأن مداخيل هذه الخدمات معتبرة. لكن ما لاحظناه أنه ورغم ذلك لا تتوانى الكثير من النساء والفتيات في الإقبال عليها، معتبرين إياها نوعا من "البريستيج" الذي بات جزءا مهمّا من اكتمال مظاهر التجميل عندهن.

لكن يظهر أن هذا النوع من الخدمات سيؤول إلى الزوال، ومع صدور قرار حظر مستحضرات التجميل التي تحتوي على أكسيد  ثنائي فينيل ثلاثي ميثيل بنزويل فوسفين، وفي مقدمتها طلاء الأظافر. وذلك بناء على ما أصدرته هيئة حماية المستهلك، متبوعا بقرار الاتحاد الأوروبي، الذي يندرج في إطار اللائحة الشاملة السابعة، التي تُعنى باستخدام بعض المواد المصنّفة كمواد مسرطنة أو سامّة لأغراض في مجال التجميل، ومنها مادة أكسيد ثلاثي ميثيل بنزويل ثنائي فينيل الفوسفين المستعملة في طلاءات الأظافر.

وقرر الاتحاد الأروبي أنه يمنع بيع أو توزيع أو استخدام هذه المنتجات في السوق الأوروبية، وحتى المخزونات القديمة منها، على أن يتم سحبها  بدءا من الفاتح سبتمبر الحالي، كما جاء في منشور لمنظمة حماية المستهلك نقلا عن المفوضية الأوروبية، أن قرار منع هذه المادة وسحبها من الأسواق، جاء بسبب تصنيفها كمادة سامة، تؤثر سلبا على الخصوبة.

ومن جهتها، حذّرت الأكاديمية الفرنسية للطب عام 2023 من مخاطر استخدام مصابيح الأشعة فوق البنفسجية، المستعملة في تجفيف طبقات طلاء الأظافر شبه الدائم، حيث أجمع أطباء الأكاديمية على أنه من المرجّح أن تسرّع هذه المصابيح في شيخوخة الجلد، كما تعزّز الإصابة بسرطان الجلد.

وبينت، من جهتها، مجموعة من التجارب المخبرية التي قام بها ذات الأطباء، أن لهذه المصابيح تأثيرا مُطفِّرا وسامّا للجينات، حيث أسفرت نتائج إحدى الدراسات عن ثلاث حالات إصابة بسرطان الجلد لدى متسخدمين دائمين لهذا النوع من التجميل .

ويبقى السؤال المطروح حول مصير عشرات ـ إن لم نقل مئات صالونات تجميل الأظافر بالجزائر ـ واللواتي استثمر مالكوهم في اقتناء أجود أحدث آلات التزيين، مع توفير مختصات في التجميل يشرفن على توفير جلسات لزبائنهن من طالبي هذه الخدمات، الممثلة في التدليك والتقشير وكذا ترطيب وتجميل الأيادي والأرجل، مقترحات أرقى الأنواع في مجال تزيين الأظافر، ومنها" المانيكير الفرنسي" الذي يحظى بإقبال كبير .