رياضة

نادي الرغاية بطل دورة بوبصيلة الكبرى

بين ضجيج الهتافات وأهازيج الجمهور وانفعالات اللاعبين، أسدل الستار على واحدة من أنجح الدورات الكروية الشعبية في العاصمة.

  • 353
  • 2:00 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

أسدل الستار، أول أمس، على فعاليات الطبعة الثالثة من "دورة بوبصيلة الكبرى" لكرة القدم، التي احتضنها حي بوبصيلة الشعبي شرق العاصمة، وسط أجواء احتفالية مبهرة وحضور جماهيري غير مسبوق فاق كل التوقعات، حيث التف المئات من المشجعين بالملعب وضاقت الأرصفة المحيطة به بالجماهير التي توافدت من مختلف أحياء العاصمة، بل وحتى من خارجها، لمتابعة النهائي الكبير الذي جمع نادي الرغاية بنظيره نادي بوبصيلة.

بين ضجيج الهتافات وأهازيج الجمهور وانفعالات اللاعبين، أسدل الستار على واحدة من أنجح الدورات الكروية الشعبية في العاصمة، حيث أثبتت دورة بوبصيلة الكبرى أنها أكثر من مجرد منافسة رياضية، بل هي حدث اجتماعي، ثقافي وتربوي، يؤكد أن الرياضة الشعبية لا تزال نابضة بالحياة وقادرة على صنع الفارق.

طغى على المباراة النهائية الطابع الهجومي، حيث تمكن نادي الرغاية من انتزاع التتويج بعد فوزه بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في سيناريو حبس أنفاس الجمهور حتى الثواني الأخيرة. وشهدت المباراة لحظات تشويق كبيرة ولم تخل من المهارات الفنية والتنافس الشريف الذي يعكس روح كرة الأحياء، التي لا تقل إثارة عن البطولات الرسمية.

الدورة التي شهدت مشاركة 32 فريقا من مختلف أنحاء الوطن، لم تكن مجرّد تظاهرة رياضية فحسب، بل كانت نموذجا حيا لقوة التنظيم الشعبي والعمل التطوعي، فقد أشرف على تنظيمها شباب حي بوبصيلة، يتقدمهم محمد عرار، المعروف بـ"حماني"، نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبوروبة، الذي كان حاضرا يوميا على أرض الميدان، يتابع كل صغيرة وكبيرة لضمان نجاح هذه الدورة، إلى جانب كوكبة من أبناء الحي الذين سهروا على توفير كل الظروف التنظيمية واللوجستية.

وفي تصريح لـ"الخبر"، أكد عرار أن "الدورة ليست فقط فرصة لتشجيع الرياضة، بل هي وسيلة لجمع شمل شباب الأحياء ومنحهم فضاء للتنافس النزيه والإبداع بعيدا عن الآفات الاجتماعية". وأضاف: "رأينا أطفالا وشيوخا يأتون لمتابعة المقابلات، وهذا يؤكد أن الرياضة لا تزال قادرة على توحيد المجتمع".

ولعل اللافت في هذه الطبعة هو مشاركة عدد معتبر من اللاعبين الناشطين في مختلف البطولات الجزائرية، من الرابطة المحترفة الأولى إلى الرابطات الجهوية، ما منح الدورة مستوى تقنيا عاليا وجعلها محط أنظار الكشافين والمهتمين. كما شكلت هذه المشاركة فرصة لهؤلاء اللاعبين لتأكيد جاهزيتهم وتقديم عروض كروية ممتعة نالت إعجاب الجماهير.

وعرف النهائي حضور شخصيات رياضية معروفة، إلى جانب وجوه سياسية بارزة جاءت لدعم مثل هذه المبادرات الشعبية التي أثبتت قدرتها على التأثير الإيجابي في المجتمع، كما تم تكريم عدد من اللاعبين القدامى وأعضاء التنظيم، في لفتة تقديرية نالت استحسان الحضور.

يذكر أن لقب أحسن لاعب في الدورة ناله شمس الدين حراق، صاحب الـ32 عاما، الذي سبق له تقمص ألوان عدة أندية، على غرار شبيبة القبائل، مولودية الجزائر، نصر حسين داي واتحاد الحراش.