شهد العالم ردود فعل غاضبة من عدة دول ومنظمات دولية عقب إعلان الكيان الصهيوني قراره باحتلال مدينة غزة، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتصعيد العنف في القطاع المحاصر.
وأجمعت الدول على أن هذا القرار يشكل انتهاكًا للقانون الدولي ويهدد جهود السلام، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار وتجنب المزيد من المعاناة للمدنيين الفلسطينيين.
وفي هذا الإطار ندّدت المملكة العربية السعودية الجمعة بخطة الكيان الغاصب لاحتلال غزة وتجويع سكانها، بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي الصهيوني نتانياهو عزم الدولة العبرية السيطرة على القطاع المحاصر.
وجاء في بيان الخارجية السعودية "تندد المملكة بأقوى وأشد العبارات بقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية احتلال قطاع غزة، وتدين بشكل قاطع إمعانها في ارتكاب جرائم التجويع والممارسات الوحشية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق".
ونددت وزارة الخارجية الأردنية اليوم الجمعة بقرار السيطرة على مدينة غزة قائلة إن الخطة تمثل "استمرارا للخروقات الإسرائيلية الجسيمة للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وتقويضا واضحا لحل الدولتين".
وطالبت الرئاسة الفلسطينية اليوم الجمعة الإدارة الأمريكية بمنع الكيان الصهيوني من احتلال قطاع غزة.
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني "نطالب المجتمع الدولي وتحديدا الإدارة الأمريكية بتحمل مسؤولياتها ووقف هذا الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة الذي لن يجلب الأمن والسلام والاستقرار لأحد".
وأضاف "ندين بشدة قرارات الحكومة الإسرائيلية باحتلال قطاع غزة والتي تعني استمرار محاولات تهجير سكان القطاع وارتكاب المزيد من المجازر وعمليات التدمير".
وفي هذا الإطار قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الجمعة، إن قرار إسرائيل باحتلال مدينة غزة وتوسيع الحرب، هو قرار خاطئ، وسيؤدي إلى المزيد من سفك الدماء.
وقال وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب إن خطة الكيان الصهيوني لتكثيف العمليات في غزة "خطوة خاطئة".
وأضاف في بيان على منصة إكس "خطة حكومة نتنياهو لتكثيف العمليات الإسرائيلية في غزة خطوة خاطئة. الوضع الإنساني في غزة كارثي ويتطلب تحسينا فوريا. ولا يسهم هذا القرار بأي حال من الأحوال في ذلك، ولن يساعد أيضا على عودة الرهائن".
من جهته قال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، إن خطة الكيان الصهيوني لاحتلال قطاع غزة بالكامل ستكون "خطوة في الاتجاه الخاطئ".
وأضاف في تصريح له في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، أن موقف روسيا هو نفسه موقف معظم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، الذي تعتبر هذه الخطة سيئة للغاية وفي الاتجاه الخاطئ.
وأكد بوليانسكي، أن روسيا تدين هذه الخطة، التي تنتهك جميع قرارات الأمم المتحدة، مؤكدا أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
بدورها قالت وزارة الخارجية التركية، اليوم الجمعة، إن أنقرة تندد بقرار إسرائيل احتلال مدينة غزة، ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتحرك لمنع تنفيذ تلك الخطة.
وأضافت الوزارة، أن على الكيان الصهيوني أن يوقف فورا خططها الحربية ويوافق على وقف إطلاق النار في غزة ويبدأ مفاوضات حل الدولتين.
وأشارت إلى أن كل خطوة تتخذها الحكومة الصهيونية لمواصلة الإبادة الجماعية واحتلال الأراضي الفلسطينية توجه ضربة قوية للأمن العالمي.
واعلنت بلجيكا الجمعة أنها استدعت السفيرة الصهيونية على خلفية خطة السيطرة على مدينة غزة.
وقال وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو "الهدف واضح وهو التعبير عن رفضنا التام لهذا القرار".
ألمانيا
وفي أعقاب قرار المجلس الوزاري الأمني الصهويني المصغر السيطرة على مدينة غزة، صعّدت الحكومة الألمانية ضغوطها علىالكيان الصهيوني. وأعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الجمعة أنه لن تتم الموافقة على تصدير أي معدات عسكرية يمكن استخدامها في قطاع غزة حتى إشعار آخر.
وأعربت الصين الجمعة عن "قلقها البالغ" حيال خطة السيطرة على كامل مدينة غزة، داعية الكيان الصهيوني إلى "وقف تحرّكاتها الخطيرة فورا".
وأفاد الناطق باسم الخارجية الصينية بأن "غزة للفلسطينيين وهي جزء لا يتجزّأ من الأراضي الفلسطينية".
وأضاف بأن "الطريقة الصحيحة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في غزة وضمان إطلاق سراح الرهائن هي التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار".
وتابع بأن "الحل الكامل لنزاع غزة مرتبط بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وعندها فقط يمكن تمهيد الطريق باتّجاه خفض التصعيد وضمان الأمن الإقليمي".
ووصفت متحدثة باسم الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، قرار الكيان الصهيوني بالسيطرة على مدينة غزة بأنه "مقلق للغاية".
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوسي في جنيف: "من الواضح أن هذا من شأنه أن يخاطر بحدوث عواقب كارثية على ملايين من الفلسطينيين ويعرض حياة الرهائن المتبقية في غزة للخطر أكثر".
وقالت في مؤتمر صحفي، ردا على سؤال صحفي، إن أي قرار بتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية "مقلق للغاية".
وأوضحت أن المعاناة والجوع سوف يزيدان نتيجة لذلك، وسوف يتم إعاقة المساعدات الإنسانية.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال