مجتمع

قسنطينة تودع طفلتها المغدورة

عبّر العديد من الأهل والأحباب عن رغبتهم العارمة في كشف ملابسات هذه الجريمة النكراء بسرعة ومحاسبة الجناة، وارتفعت الأصوات المطالبة بالقصاص.

  • 8835
  • 1:41 دقيقة
صورة: لقمان بهناس
صورة: لقمان بهناس

ودعت مدينة قسنطينة، عصر اليوم، الطفلة، مروة بوغاشيش، من خلال مشهد مؤثر ومحفوف بالحزن، وفي جنازة مهيبة انطلقت في حدود الساعة الرابعة مساء من منزل جدها بحي سيدي مبروك، حيث ارتسمت على وجوه المشيعين علامات الصدمة والألم، بينما علت صيحات البكاء والعويل التي شقت صمت المكان، لتُعلن عن فاجعة جديدة هزت المجتمع وأدمت القلوب.

وصل جثمان الطفلة مروة ذات الـ 13 ربيعا، في صندوق خشبي، أدخله حاملوه لبضع دقائق إلى المنزل، وكأنها لحظات أخيرة للوداع في كنف الأهل، قبل أن يُخرج مجددا ليُشيعه الآلاف، في موكب مهيب، حيث سارت وراء الجنازة حشودا غفيرة من الأقارب، الجيران، وجموعا غفيرة من المواطنين المتعاطفين الذين توافدوا لوداع "زهرة" قسنطينة التي ذبلت غدرا، قبل أن ترى من هذه الدنيا لا جميلها ولا حتى مرها.

اتجه الموكب الحزين وسط تهليلات وتكبيرات الجمع الغفير، نحو حي زواغي سليمان، حيث أُقيمت صلاة الجنازة في مسجد "الرحمان" عقب صلاة العصر، لتُشارك الأيادي بالدعاء للطفلة البريئة التي غادرت الحياة في ظروف مأساوية من "اختطاف، قتل وتنكيل بالجثة".

ومن ثم، واصلت الحشود سيرها إلى مقبرة زواغي، حيث أغلقت الطريق أمام حركة مرور السيارات القادمة من طريق المطار نزولا إلى وسط المدينة، لأزيد من 20 دقيقة، بسبب الجمع الغفير من الناس ورجال الأمن الذين وقف أولهم عند اللحد وآخرهم كان لا يزال عند مدخل المقبرة.

وقد ووريت مروة الثرى، وأكرمت بمثواها الأخير، وسط حضور لافت للسلطات الأمنية والولائية، على رأسهم والي الولاية، عبد الخالق صيودة، في رسالة واضحة على اهتمام الدولة بهذه القضية التي هزت الرأي العام، وصنعت حراكا عاطفيا كبيرا منذ أزيد من شهر.

عقب مراسم الدفن، عبّر العديد من الأهل والأحباب عن رغبتهم العارمة في كشف ملابسات هذه الجريمة النكراء بسرعة، ومحاسبة الجناة، وارتفعت الأصوات المطالبة بالقصاص من "مصاصي الدماء الذين يغتالون هذه البراءة بوحشية"، مؤكدين ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي التي تستهدف أطفالنا وتسرق براءتهم.

وإثر هذا تترقب الأوساط الشعبية في قسنطينة، بل وفي الجزائر كلها، تطورات التحقيقات في قضية الطفلة مروة بوغاشيش، على أمل أن يُسدل الستار قريبا عن الجناة وتقديمهم للعدالة، ليجد قلبٌ كل أمٍ وأبٍ بعض الراحة، وتعود الثقة بأن براءة الطفولة لن تُهدر بعد الآن.