مجتمع

الحماية المدنية.. تضحيات وعمل متواصل

سنة تميّزت بكثافة التدخلات وتنوّعها، في ظل تحديات متزايدة فرضتها حوادث المرور، والحرائق، والحوادث المنزلية.

  • 15
  • 1:48 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

واصلت الحماية المدنية، طيلة سنة 2025، أداء مهامها النبيلة باحترافية عالية، مجسّدة حضورها الدائم في الميدان ويقظتها المستمرة، واستعدادها للتدخل في مختلف الظروف من أجل حماية الأرواح والممتلكات.

سنة تميّزت بكثافة التدخلات وتنوّعها، في ظل تحديات متزايدة فرضتها حوادث المرور، والحرائق، والحوادث المنزلية، والتقلبات المناخية، حيث تجاوز عدد تدخلات الحماية المدنية، منذ بداية السنة، مليون تدخل عبر مختلف ولايات الوطن، حسب المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، الملازم أول يوسف عبدات، وهو رقم يعكس حجم المسؤولية الملقاة على عاتق هذا السلك الحيوي ودوره المحوري في منظومة الحماية الوطنية.

في مجال حوادث المرور، سُجّل خلال سنة 2025 - وفق المصدر ذاته - ما يقارب 50975 حادث مرور، خلّفت 88840 جريحًا، مع تسجيل ما يفوق 2037 حالة وفاة، وهو ما يؤكد مجددًا خطورة الطريق وضرورة تكثيف الجهود الوقائية والتحسيسية، وترسيخ ثقافة السلامة المرورية لدى مستعملي الطريق.

أما في مجال الحرائق، خاصة حرائق الغابات، شهدت سنة 2025 تدخلات بارزة ومعقّدة، من بينها حرائق الشريعة بولاية البليدة، الجعافرة بولاية برج بوعريريج، إضافة إلى حرائق ولاية تيبازة التي اندلعت في ظروف مناخية استثنائية، تميّزت بارتفاع قياسي في درجات الحرارة وهبوب رياح قوية ومتقلبة، ما صعّب عمليات الإخماد. ورغم ذلك، أبان أعوان الحماية المدنية عن شجاعة كبيرة، تنسيق محكم، وتفان عالٍ في أداء الواجب، حفاظًا على الأرواح والثروة الغابية.

وقد جرت هذه التدخلات تحت قيادة المدير العام للحماية المدنية، العقيد بوعلام بوغلاف، حيث تم تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية من أجل السيطرة على هذه الحرائق.

مصالح الحماية المدنية سجلت حضورها اللافت في حوادث الاختناق بالغاز وغاز أحادي أكسيد الكربون، حيث قامت بـ 870 تدخلًا، تم خلالها إسعاف ما يقارب 2088 شخصًا، فيما سُجّل للأسف 120 حالة وفاة، أغلبها ناتج عن الاستعمال غير الآمن لوسائل التدفئة وغياب التهوية الكافية داخل المنازل. وإلى جانب الجانب العملياتي، أولت الحماية المدنية أهمية بالغة للجانب الوقائي والتحسيسي، من خلال تنظيم حملات توعوية واسعة شملت حوادث المرور، مخاطر الاختناق بالغاز، حرائق الغابات، والفيضانات.

كما عرفت سنة 2025 تنظيم تمارين ومناورات ميدانية دورية، هدفت إلى الرفع من جاهزية مختلف التخصصات، تحسين التنسيق بين المقاييس، واختبار فعالية مخططات النجدة في مختلف السيناريوهات المحتملة.

سنة 2025 كانت شاهدة على تضحيات جسيمة وجهود متواصلة، أكدت مرة أخرى أن الحماية المدنية ستبقى دومًا في خدمة المواطن، ويقظة في كل الأوقات، وعنوانا راسخا للثقة والأمان.

لمعرفة المزيد حول هذه المواضيع