العزاب يستنجدون بالأمهات وكرم الأصدقاء والجيران في رمضان

38serv

+ -

يتقمص الشاب وليد، القاطن ببلدية بن عكنون في العاصمة، دور ربة البيت خلال شهر رمضان، ويتولى مهام تحضير الفطور بنفسه بحكم أنه يعيش بعيدا عن عائلته، ويواجه صعوبات في الطبخ تدفع به في الكثير من الأحيان إلى الاستنجاد بأمه هاتفيا، أو أصدقاء يمتهنون الطبخ، لينجح في طهي أطباق تزين مائدته الرمضانية وتسد رمق الجوع وتوفر مناخا شبيها بما تعيشه العائلات الجزائرية في الشهر الكريم.يواصل وليد ساردا كيف تغيرت حياته، وفرض عليه رمضان نمط عيش جديدا “وجدت نفسي أؤدي أدوارا جديدة في حياتي، مهمة رب العائلة خارج البيت والأم داخله.. وأدخل في صراع طاحن مع عقارب الساعة يوميا.. وكان أصعبها اليوم الأول، حيث خرجت من العمل منهكا في حدود الساعة الرابعة مساء، توجهت مباشرة إلى السوق المغطاة بالأبيار في العاصمة لشراء المواد اللازمة، وكنت تائها بين رفوف المتاجر وهائما في أفكاري المشتتة، عاجزا حتى عن تحديد ما يستلزم من مواد لتحضير الشوربة والطبق الثاني والسلطة وأتمكن من تزيين المائدة بأطباق رمضانية في أول جلسة إفطار.الامتحانظللت أمشي بين ممرات السوق حائرا، يضيف صاحبنا مبتسما، إلى أن اهتديت إلى فكرة الاتصال بالأم أو الشقيقة الكبرى لتخرجني من هذه الورطة، ليقدما لي المساعدة على تحضير الأطباق، وهو ما حدث فيما بعد واستطعت اجتياز امتحان الطبخ، لكن لحظات بعد الإفطار، اصطدمت بضرورة غسل الأواني المتراكمة وتنظيف البيت، لينتهي بي المطاف مرميا على فراشي خائر القوى.أما هشام ونبيل وهما صديقان جزائريان يعيشان في تونس بمفردهما، فقد تمرّسا على إدارة شؤون البيت في رمضان بعد عدة أشهر رمضانية قضياها بعيدا عن الأهل بحكم أنهما يعملان هناك. روى أحدهما، في اتصال بـ«الخبر”، “نرتدي مآزر المطبخ بمجرد اقتراب موعد الأذان بنحو ساعتين”، وبسرعة يشرعان في تحضير الطبق الرئيسي المعروف في الشرق الجزائري بـ”الجاري”، ثم يقومان بإعداد الأكلة الثانية المشهورة شرقا بـ”الكفتة”، لينتهيا إلى البوراك.. فمائدة الإفطار جاهزة.طريقة جديدة لتجنب المتاعباهتدى مجموعة عزّاب إلى فكرة جديدة وجدوا فيها المنقذ من متاعب الطبخ وأعباء التسوق وغسل الأواني خلافا للآخرين، ودون المرور على نفس المراحل، فاتفقوا على أن يتكفل كل واحد من الأصدقاء بتحضير طبق محدد فهذا يتولى مهمة تحضير السلطة وآخر الطبق الثاني، ليلتقوا بعدها بمنتزه “الصابلات” المطل على البحر في العاصمة.وعن التجربة، قال عبد الله إنهم مجموعة عزّاب يصل عددهم إلى ستة يجتمعون يوميا في “الصابلات”، ويوزعون المهام عن طريق الهاتف، حيث يتم تكليف كل واحد بطبخ أو إحضار طبق محدد، مع الأخذ بالاعتبار وضعيته المالية وكذلك إمكاناته وقدرته على الطبخ بشكل جيد، وهكذا يتم إعداد مائدة إفطار جماعية بامتياز تستوعب حتى أشخاصا آخرين.الأطباق تتهاطل وقت الإفطارومن العزاب من “رمى المنشفة” بالكامل، وفضل التعويل على أقاربه أو جيرانه ليفطر، مدركا أن الشهر الفضيل يأتي بخيراته ولا يتردد الناس في إرسال له أشهى الأطباق، وهو حال رضا المقيم بسوسطارة وسط العاصمة مستأجرا شقة هو وصديقه.قال رضا متحدثا عن يومياته الرمضانية “كلما اقترب موعد الأذان تتهاطل علينا الأطباق من كل جهة، فهذا جار على علم بوضعيتنا يعطينا يوميا طبق الشوربة، وصديق يرسل “البوراك” ساخنا، وآخر الطبق الثاني، ولا يبقى لنا سوى شراء المشروبات الغازية.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: