+ -

 وقعت الولايات المتحدة منذ نهايات القرن 19 تحت موجة من الأعمال الإرهابية الخطيرة، طالت رؤساء الدولة وشخصيات على قدر كبير من الأهمية، كما طالت مؤسسات سيادية أمريكية، وكان مرتكبو هذه الحوادث أمريكيين، كما شارك فيها يهود ينتمون إلى جماعات وميليشيات عنصرية متطرفة داخل الولايات المتحدة.وأثبتت إحصائيات مكتب التحقيق الفيدرالي “أف بي آي” وقوع 32 هجومًا مسلحًا بين عامي 1989 و1993، استهدفت عددًا من المباني الحكومية. وقد ارتكب متطرفون أمريكيون 28 هجومًا من هذه الهجمات ضدّ مؤسسات تربوية وتعليمية. ووفقًا لإحصائية أمنية فقد بلغت قيمة خسائر الولايات المتحدة من العمليات الإرهابية عام 1993 وحده 526.4 مليون دولار، وسقط فيها 1445 بين قتيل وجريح.ومن بين 169 عمل إرهابي أحصته “أف بي آي” منذ عام 1982م وحتى الربع الأول من عام 1995، ثبت ارتكاب متطرفين يهود 16 هجومًا إرهابيًا استخدمت فيها الأسلحة النارية والمتفجرات الموقوتة، بينما نفذت عناصر عربية وشرقية ثلاث هجمات مسلحة، وارتكبت جماعات يمينية متطرفة 129 عمل إرهابي مقارنة بـ21 حادثًا ارتكبته جماعات يسارية. ويؤكّد تقرير صدر عام 1998م عن مركز “ساوثرن بوفرتي لوسانتر” الأمريكي المستقل والمتخصص في مراقبة التحركات المعادية للسلطة، أن عدد المجموعات التي تحرّض على الحقد (النازية الجديدة، فروة الرأس، المدافعون عن تفوق العرق الأبيض، الهوية المسيحية..) ارتفع ما بين عامي 1996 و1997 بنسبة 20% ليصل إلى 500 مجموعة، تضاف إلى 850 مجموعة أخرى، منها 400 ميليشيا مسلحة منتشرة في أرجاء البلاد.ويقول التقرير ذاته إن عدد التحقيقات التي أجراها جهاز الاستخبارات الفيدرالي خلال 3 سنوات من عمليات الإرهاب الداخلي ارتفع من 100 إلى أكثر من 900 تحقيق. وانتقلت العمليات الإرهابية منذ فترة طويلة من الشّوارع إلى المدارس والمؤسسات التعليمية، حيث تفشّت ظاهرة إطلاق النار على المدرسين والمدرسات وعلى التلاميذ بشكل لافت لم يشهد له العالم مثيلاً. وأظهرت دراسة كشف عنها البيت الأبيض أنّ 1 من كلّ 10 مدارس رسمية أمريكية شهدت أعمال عنف خطرة عام 1997.ومنذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 الدامية، عاشت الولايات المتحدة اعتداءات إرهابية قيل إنّها من قبل منظمات إسلامية متشدّدة وحتّى أفراد متطرفين، وكانت ضربات قويّة في ظهر أمريكا، وأوقعت العديد من القتلى والجرحى. وتنوعت العمليات الإرهابية بين إطلاق نار في قاعدة عسكرية ومهاجمة مأدبة غداء وحتى ماراتون رياضي.وفيما يلي بعض أهم الأحداث الدامية التي عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية.كرونولوجيا الإرهاب الداخلي والخارجي بالولايات المتحدةاغتيال الرئيس أبراهام لينكولن: في 14 أفريل 1865، اغتيل رئيس الولايات المتحدة السادس عشر، أبراهام لينكولن، عندما كان يحضر مسرحية “قريبنا الأمريكي” في مسرح فورد، وكانت الحرب الأهلية الأمريكية على وشك الانتهاء. حدث الاغتيال بعد 5 أيّام من استسلام روبرت إدواردلي قائد الجيش الكونفدرالي لفيرجينيا الشمالية للفريق يوليسيس غرانت للجيش الاتحادي منهيًا بذلك الحرب الأهلية.اغتيال الرئيس جون كيندي: في 22 نوفمبر 1963، اغتيل الرئيس جونفتزغرالد كيندي، الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة، يوم الجمعة في مدينة دالاس بتكساس، بعد أن عبر موكب الرئيس بسرعة منخفضة في وسط المدينة. وفي حين مرور السيارة الرئاسية المغطاة على ديلي بلازا، تمّ إصابته بطلقات نارية قاتلة.اغتيال مالكوم إكس: في 21 فيفري 1965، اغتيل زعيم جماعة “أمة الإسلام” مالكوم إكس من قبل 3 مسلحين على خشبة المسرح في قاعة أودوبون في مانهاتن، حيث كان مالكوم إكس على وشك الصعود على المنبر لإلقاء خطاب، وأطلقوا 15 طلقة من مسافة قريبة، فتوفي رحمه الله عن عمر يناهز 39 عامًا في مستشفى كولومبيا المشيخية بعد ذلك بوقت قصير.اغتيال مارتن لوثر كينغ: في 4 أفريل 1968 اغتيل مارتن لوثر كينغ، وهو زعيم أمريكي من أصول إفريقية، وناشط سياسي إنساني من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضدّ السّود. في عام 1964 حصل على جائزة نوبل للسلام، وكان أصغر من يحوز عليها. واعتبر من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان. أسّس لوثر زعامة المسيحية الجنوبية، وهي حركة هدفت إلى الحصول على الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين في المساواة، وراح ضحية قضيته، وكان يرفض العنف بكل أنواعه.مكتب بريد إدموند في أوكلاهوما: في 20 أوت 1986، تم إطلاق نار في مكتب خدمة البريد في منطقة إدموند بولاية أوكلاهوما، نفذه باتريك هنري شيريل الذي كان يعمل ساعيًا للبريد بدوام جزئي، مسلّحا بثلاثة مسدسات، وقتل 14 شخصا من عمال البريد خلال 10 دقائق، ثم انتحر بطلقة في الرأس.كافيتيريا “لوبيز” في تكساس: في 16 أكتوبر 1991، قتل جورج هينارد (35 عامًا) 23 شخصا في هجوم إطلاق نار على كافيتيريا “لوبيز” في ولاية تكساس، محطمًا شاحنته الصغيرة عبر جدار الكافتيريا، وخرج منها ثم انتحر.انفجار أوكلاهوما سيتي: حدث في 19 أفريل 1995م، ويعدّ واحدًا من أسوأ الأعمال الإرهابية التي تعرّضت لها الولايات المتحدة على يد تيموثي ماكفي المنتمي لميليشيا ميشيغان العنصرية المتطرفة، موقعًا 186 قتيل و400 جريح.مدرسة كولومباين الثّانوية: 20 أفريل 1999، قتل المراهقان إريك هاريس وديلان كيلبولد 12 تلميذًا ومعلّمًا واحدًا في مدرسة كولومباين الثّانوية في ليتلتاون بولاية كولورادو، كما أصيب 21 شخصًا على الأقلّ. وانتحر المراهقان.اعتداءات 11 سبتمبر 2001: في 11 سبتمبر 2001، خُطفت 4 طائرات ركاب، صدمت اثنتان منهما عمدًا ببرجي مركز التجاري العالمي في نيويورك، وتحطمت الثالثة في “بنسلفانيا”، والرابعة في مبنى “بنتاغون” في ضاحية “واشنطن”. وأدّت هذه الاعتداءات التي تبنّاها تنظيم القاعدة إلى مقتل نحو 3 آلاف شخص.معهد فيرجينيا للفنون التّطبيقيّة: 16 أفريل 2007، أطلق الطّالب سونغ هوي تشو (23 عاما) النار في موقعين داخل الحرم الجامعي في معهد فيرجينيا للفنون التّطبيقيّة في بلاكسبرغ بولاية فيرجينا، ما أسفر عن مقتل 32 شخصًا، وذلك قبل أن ينتحر.مركز اجتماعي للمهاجرين في نيويورك: في 3 أفريل 2009، مقتل 13 شخصا في هجوم إطلاق نار في مركز اجتماعي للمهاجرين في منطقة بينغهامتون بولاية نيويورك، نفذه جيفرلي ونغ، وأصيب 4 آخرون، قبل أن يقتل نفسه.قاعدة فورت هود: في 5 نوفمبر 2009، فتح نضال حسن، الأمريكي من أصل فلسطيني، والطبيب النفسي في سلاح البر الأمريكي، النار في قاعدة فورت هود في تكساس، ما أدّى إلى سقوط 13 قتيلا و32 جريحًا. ثم قبضت السلطات عليه وأدانته وحكمت عليه بالإعدام.مدرسة ساندي هوك الابتدائيّة: في 14 ديسمبر 2012، حصلت مجزرة في مدرسة ساندي هوك الابتدائيّة في نيوتاون بولاية كونيتيكت، أسفرت عن مقتل 20 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 6 و7 سنين، و6 بالغين منهم موظفو المدرسة وأعضاء هيئة التدريس. وقتل المسلّح آدم لانزا (20 سنة) نفسه. وفي وقت لاحق أثناء التحقيق، عثرت الشرطة على نانسي لانزا والدة آدم مقتولة إثر طلقة نارية، وكان العد النهائي لضحاياه هو 28 قتيلا، من ضمنهم مطلق النار آدم.دار عرض أورورا في كولورادو: جويلية 2012، إطلاق نار جماعيّ على دار عرض في أورورا بولاية كولورادو أثناء عرض في منتصف الليل لفيلم “ذي دارك نايت رايزيز” أو “نهوض فارس الظّلام”، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 70. وصدر 12 حكمًا بالسّجن مدى الحياة بحقّ جيمس إيجان هولمز دون إفراج مشروط، إلى جانب 3318 عام في السّجن.ماراتون بوسطن: في 15 أبريل 2014، انفجرت عبوتان يدويتا الصنع في الوقت نفسه بالقرب من خط وصول ماراتون بوسطن شمال شرق الولايات المتحدة، ما أوقع 3 قتلى و264 جريح بين المتفرجين. وبعد عملية مطاردة استمرّت 4 أيام، أوقفت الشرطة جوهر تسارناييف، المنحدر من أصل شيشاني، بعد ساعات من مقتل شقيقه على أيدي الشرطة. وحكم عليه بالإعدام في جوان 2015.اعتداء دالاس “المستوحى” من “داعش”: في 3 ماي 2015، أردت الشرطة مسلحين فتحَا النار في ضاحية دالاس في ولاية تكساس جنوب أمريكا، بالقرب من مركز يستضيف مسابقة لرسوم كاريكاتورية للنّبيّ الكريم محمّد عليه الصّلاة والسّلام، دعا إليه النائب الهولندي غيرت فيلدرز الذي أنتج فيلمًا في 2008 ربط بين الإسلام والإرهاب. وقال موقع “سايت” المتخصص في مراقبة المواقع الجهادية أنّ رجلاً أعلن أنه ينتمي إلى “تنظيم الدولة الإسلامية” أكد على تويتر أن الاعتداء نفّذه مؤيدون للتنظيم الجهادي. وهي المرة الأولى التي يتبنّى فيها التنظيم رسميًا اعتداء في بلد أجنبي. إلا أن وزير الدفاع الأمريكي قال إن الاعتداء “مستوحى” على ما يبدو من التنظيم ولم يجر “بأمر” منه.إطلاق نار في كنيسة للسود: في جوان 2015، قُتل 9 أشخاص في إطلاق نار على كنيسة تاريخيّة للسود في شارلستون بولاية ساوث كارولينا. وتمّ توجيه اتّهامات إلى المشتبه به ديلان روف (21 عامًا).إطلاق نار في مركز عسكري: في 16 جويلية 2015، فتح محمد يوسف عبد العزيز، وهو كويتي يحمل الجنسية الأمريكية، النار في مركز للتجنيد ثم في مركز لاحتياطيي البحرية في تشاتانوغا بولاية تينيسي جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، ما أودى بحياة 5 عسكريين، قبل أن تقتله الشرطة. وفي ديسمبر 2015، اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون” ومكتب التحقيقات الفدرالي “أف بي آي” أن “دوافع” الاعتداء كانت الترويج لمنظمة إرهابية في الخارج دون إعطاء توضيحات، بينما أشارت أسرة منفذ الهجوم إلى أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية. وكان تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” دعا مؤيديه إلى استهداف العسكريين الأمريكيين أينما وجدوا.مجزرة سان برناردينو: في 2 ديسمبر 2015، فتح الأمريكي سيد فاروق (28 عامًا) وزوجته الباكستانية تاشفين مالك (29 عامًا) النار في مأدبة غداء بمناسبة عيد الميلاد لموظفي قطاع الصحة في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، ما أوقع 14 قتيلاً. وتمكنت الشرطة من قتل الزوجين اللذين كانا يحملان بنادق هجومية ومتفجرات. وأشاد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بالمجزرة ومنفذَيها اللذين أشار إليهما على أنهما “جنديان” دون أن تتبنى الاعتداء.عملية أورلاندو: في 12 جوان 2016، وتعتبر الحادثة الأكثر دموية التي تتعرّض لها الولايات المتحدة منذ اعتداءات 11 سبتمبر، من حيث عدد الضحايا، حيث أدّت إلى سقوط 50 قتيلاً، فضلاً عن جرح عشرات آخرين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات