+ -

منذ 20 سنة، وأجنحة السلطة المدنية والعسكرية تستخدم ملف الرهبان الفرنسيين في تبحيرين في تهديد بعضها بعضا! وعندما بردت هذه القضية، ظهرت قضية تيڤنتورين في سياق التهديد المتبادل في أجنحة السلطة! وبانت الأمور على حقيقتها، وهي أن من يقلق البلاد بهذه الملفات الخطيرة ليس الأجانب وحدهم، بل هم أساسا المتصارعون حول السلطة وبالسلطة في الجزائر؟! والعدالة الجزائرية لا تسمع ولا ترى ولا تتحرك لأنها غير معنية بما يقال؟!عندما يقول قائد الأركان إن الجيش يضمن تنظيم الانتخابات الرئاسية.. لابد أن نتساءل: وماذا تفعل وزارة الداخلية والحكومة وهيئة دربال الدستورية؟وعندما يقول وزير الداخلية إن الانتخابات القادمة ستعرف مناورات سياسوية.. فماذا يعني بذلك؟! هل يعني أن هناك جهة ستزوّر للداخلية هذه الانتخابات؟! وإذا كان الأمر كذلك، فأين هو الأمن والاستقرار والهدوء الذي تتحدث عنه الحكومة والذي تنعم به البلاد؟! ومن هي هذه الجهة التي تهدد الداخلية بتزوير الانتخابات؟! كل الناس تتحدث عن أن الحكومة هي المؤهلة لتزوير الانتخابات، فمن هي هذه الجهة التي أصبحت تهدد الداخلية والجيش بممارسة التزوير أو إفساد الانتخابات؟!في الماضي، كانت الحكومة تخوّف الشعب بالقول إذا لم تقبل تزوير الحكومة للانتخابات، فسيحدث لك ما حدث لليبيا وسوريا، أما اليوم فأصبحت الحكومة تخوّف الشعب بأن جزءا من السلطة يريد تزوير الانتخابات لجزء آخر من السلطة؟!حتى دربال لم يتمالك نفسه وراح يبرّح في سوق المزايدات الفاسد أن هيأته ستضرب بيد من حديد كل من يتلاعب بالانتخابات، وأن يطال عقابها كل عابث مهما كان مستواه في السلطة؟! وهذه إشارة واضحة أن التهديد الثلاثي (الداخلية والدفاع ودربال) هو تهديد موجه إلى أناس نافذين في السلطة، وليس لأناس ممن يترشحون كأرانب للحصول على الريع المالي من العملية فقط؟!واضح أن “الهوشة” الانتخابية ستجري هذه المرة في سرايا الحكم ولا علاقة لها بالشعب والانتخابات، وأن نتائج هذه الانتخابات إذا جرت بهذه الصورة، ستكون أسوأ من حالة عدم إجرائها أصلا، وأن العهدة الخامسة سواء مرت أو لم تمر، فإن آثارها الكارثية على البلاد ستكون أسوأ مما هو قائم الآن بآلاف المرات، فهل يدرك المتصارعون أنهم يفعلون ذلك فوق بركان؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات