+ -

ارتبط "سوق الرحمة" في الجزائر بـ"الشعبوية" والمد الجماهيري الذي أحدثه "الفيس" المحل، بداية التسعينيات، حيث عمل الحزب الإسلامي، آنذاك، على استقطاب ملايين الجزائريين، من خلال "مغازلة" جيوبهم وبطونهم، فكانت أسواق الرحمة تلك، بل وتعتبر تجربة "ناجحة" كونها استطاعت أن تجلب إليها المتعاملين الاقتصاديين والوحدات الإنتاجية والدواوين والمؤسسات العمومية والخاصة، سواء كان ذلك بـ"إرادة" منهم أو "خوفا"، حيث كان هؤلاء يعرضون سلعهم وموادهم الاستهلاكية على وجه الخصوص مباشرة إلى الزبون، وذلك لكسر الاحتكار وارتفاع الأسعار والندرة التي كانت تميز رمضان سنوات الثمانينات.

لم تعمّر تجربة أسواق الرحمة "الفيسية" تلك كثيرا، بعدما دخلت البلاد في أزمة أمنية لسنوات ميّزها الدم والدموع، فكان همّ الناس الحياة، حينذاك، الحياة والعيش في أمن وأمان، وكان همّ "البطون" آخر الاهتمامات، لتظهر بعدها في الألفية الأخيرة أسواق "رمضانية"، "جوارية"، "باريسية"، وغيرها من التسميات التي رافقت الشهر الفضيل، وفي كل عام ترافق السلطات العمومية هذه الفضاءات بهالة إعلامية تكاد تصل حد "الدعاية"، بل يتأجل كل شيء وكل المواضيع تصبح ثانوية وليست ذات أولوية، رغم كونها كذلك، فترى النشرات الإخبارية الرئيسية تروّج لتلك السوق أو لوفرة تلك المادة وبسعر خيالي وما إلى ذلك من سلوكات شهر العبادة بريء منها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات