الجزائر كان فيها 18 ألف حديقة في القرون الوسطى

38serv

+ -

كشف عبد الرحمان خليفة عالم أثار خلال محاضرة بمركز سيرفانتيس بوهران ، اليوم، بأن الجزائر في القرون الوسطى كانت تتوفر على 18الف حديقة و مساحة خضراء في تعقيب على مداخلة للباحث الإسباني خوليو نافارو بالازون المختص في الدراسات الإسلامية بجامعة غرناطة الإسبانية. طالب المختص الإسباني مساهمة باحثين جزائريين في مؤلف جماعي حو ل " الحدائق في المغرب الإسلامي" سيصدر في الصائفة القادمة.

 

كشف خوليو نافارو " انطلقنا في البحث حول الحدائق و البساتين في الأندلس و بلدان شمال افريقيا و علاقة هذه الفضاءات كرمز للسلطة و المماليك المتتالية، لهذا اود إشراك خبراء من الجزائر في هذا الكتاب الكبير ". أظهر خرائط تعود للقرن الخامس عشر تتضمن رسومات لحدائق داخل و خارج أسوار مدينة الجزائر و تونس.

كما استدل بالحفريات التي أجراها مع فريقه بكل من مدينة مورسية اسبانيا و اكتشاف قصر يعود لعهد الموحدين محاط بمساحات خضراء و بساتين. نفس الأمر لحفريات بمدينة باليرمو بمنطقة صقيلية بإيطاليا تظهر بقايا قصر يحمل أثار الدولة الفاطمية بمصر. في نفس الإطار، أضاف عبد الرحمان خليفة " سقف هذا القصر الموجود بصقيلية يحمل زخرفات و رسوم تعود لحقبة حكم الزيريين الذين اسسوا عدة عواصم مثل اشير و قلعة بني حماد و بجاية و مهدية، و حتى تماثيل الأسود الموجودة بقصر الحمراء باسبانيا هي شبيهة باسود في قلعة بني حماد، وعثرنا في اعلى قمة موقع بني حماد ارتفاع اكثر من الف متر على بحيرة كبيرة يستعملها الحكام للتنزه و التسلية و هو ما يدل عل تحكمهم في تقنيات جلب المياه على غرار نظام الفوقارة و نقلهم لنفس التقنيات نحو الأندلس هو ما يجعل مساهمة الجزائريين في الكتاب الجماعي أكثر من ضروري لإظهار علاقات التداخل و التبادل في حوض البحر الأبيض المتوسط و الاستفادة من الخبرة الإسبانية الطويلة في مجال الحفريات التي تعود للفترة الإسلامية ".تطرق عبد الرحمان خليفة لهذه الحضارة المشترك بين موريتانيا و شبه الجزيرة الإيبيرية من خلال ما اسماه المختصين " الحضارة الايبيروموريسي" . قدم خليقة عرض عن الحفريات التي اجراها مع فريق من المختصين في موقع ميناء " هونين" الواقع بين بني صاف و الغزوات عبر بعد 60 كلم من تلمسان التي يعود تواجدها لأكثر من 5 الاف سنة قبل الميلاد، و اكتشاف تفاصيل و أثار المدينة مثلما وصفها ليون الإفريقي و البكري و الإدريسي، قبل احتلالها من طرف الاسبان في1534 و هدم اسوارها و احداث تغييرات في القصبة التي كانت منطلقا لعبد المومن بن علي ابن المنطقة رفقة الفقيه ابن تومرت لانشاء دولة الموحدين، بعد لقاءهم في مدينة بجاية".

و في مكان غير بعيد عن هنين توجد سيغا عبر ضفاف واد تافنة عاصمة المسايسيل اين نظم ملكها صيفاقص أول مؤتمر صلح في 206 قبل الميلاد بين ممثل قرطاج و ممثل روما لتفادي الحرب البونية.