العملاق الجزائري يسترجع الريادة ويتحدى المستقبل

+ -

شركة سوناطراك التي تحتفل هذه السنة بالذكرى الستين من تأسيسها، حيث أنشئت في 31 ديسمبر 1963، الشركة العمومية الجزائرية التي شكّلت لاستغلال الموارد النفطية في الجزائر، تحولت إلى مجمّع وسّع من نطاق أنشطتها لتشمل جميع جوانب الإنتاج والاستكشاف والاستخراج والنقل والتكرير. وقد نوّعت في أنشطتها البتروكيمياويات وتحلية المياه والطاقات المتجددة، وتصنّف الشركة الجزائرية كأهم شركة في القارة الإفريقية.

ووفقا لآخر تقرير سنوي برسم 2022، فإن شركة سوناطراك تضمن أكثر من 100 شركة فرعية ومساهمة وتضم ما يزيد عن 200.000 عامل ضمن المجمّع، منهم 55361 عامل دائم. وقد بلغت قيمة صادرات المحروقات حوالي 60 مليار دولار عام 2022، مع تقدير محفظة استثمارات بقيمة 5.5 مليار دولار أمريكي، بينما قدّر الإنتاج الأولي للمحروقات في 2022 بـ 189.6 مليون طن مكافئ نفط، مقابل 185.2 مليون طن مكافئ نفط في سنة 2021.

تأسست الشركة الوطنية لنقل وتسويق المحروقات (سوناطراك) في 31 ديسمبر عام 1963، تجسيدا لرغبة السلطات في التحكم في الثروة البترولية للبلد المستقلّ حديثا.

وأضحت "سوناطراك أهم شركة اقتصادية بالبلاد، حيث تحتل المركز الـ12 في ترتيب شركات النفط بالعالم، وتحوّلت إلى مجمّع متعدد التخصصات.

وتحتّل الشركة المركز الأول في إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، وهي من بين أكبر مصدّري الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال وغاز النفط المسال وضمن ست أكبر مصدّري الغاز الطبيعي في العالم.

كما أنها مصدر مهمّ للطاقة بالنسبة للدول الأوروبية التي تسعى إلى تقليص اعتمادها على روسيا، لاسيما بالنسبة لإيطاليا وإسبانيا.

وإلى جانب مجال تخصّصها في قطاع المحروقات، حيث تضمن سوناطراك الاستكشاف والإنتاج والنقل عبر الأنابيب والتمييع والفصل، حيث تعتبـر سـوناطراك مصـدرا هامـا للإمـداد بالغـاز فـي العالـم وأول مصـدّر للغاز الطبيعي المسال في إفريقيا، وهــذا بفضـل قـدرات التصديـر التي تملكهــا، سـواء عبر خطوط الأنابيب، أو مـن خلال بواخر نقـل الغـاز الطبيعـي المسال ومجال التكرير والبتروكيمياء، حيث تنتح المصافي 29.1 مليون طن، منها 14 مليون طن بنزين، وتم تحقيق إحلال الواردات، إذ تتوفـر سوناطراك علـى خمس 05 مصاف للبتـرول الخـام، بقـدرة معالجـة قدرهـا 25 مليون طن في السنة ومصفـاة مكثفات بقـدرة معالجـة قدرهـا 05 مليـون طن فـي السنة، وكذا التسويق والنقل، لاسيما مع تواجد عدة فروع متصلة بالشركة، على غرار "نافتك" و"نافطال" و"هيبروك"و"إينيب" و"إينافور" و"أوناجياو"، فضلا عن الفرع الدولي "سيباكس" الذي يبرز نشاط سوناطراك الدولي في العديد من المناطق، من البيرو إلى النيجر وليبيا ومصر وموريتانيا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا.

 

تحقيق 10 اكتشافات

 

عكفت شركة سوناطراك على ضمان تجديد الاحتياطي من المحروقات وتثمين المخزون من النفط والغاز، على خلفية تطوير مجال الاستكشاف، حيث سجلت فيه الجزائر 10 اكتشافات جديدة للمحروقات خلال 9 أشهر من سنة 2023 وبجهود ذاتية من الشركة الوطنية.

ويشار أن مجمع سوناطراك أعلن عن تحقيق 15 اكتشافا جديدا للمحروقات، منها ثلاثة اكتشافات فقط تمت بالشراكة و12 اكتشافا حققتها سوناطراك بجهودها الذاتية.

وتركّزت هذه الاكتشافات على مستوى أحواض "وادي ميا" و"أمغيد مسعود" و"بركين" و"إليزي" جنوب شرق البلاد.

وفي مجال الاستثمارات، تم إحصاء 4.8 مليار دولار في مجال الاستكشاف والإنتاج، منها 3.5 مليار دولار جهود ذاتية و1.3 مليار دولار بالشراكة.

وقد تم تسجيل التنقيب أو حفر 112 بئرا، 40 منها بالشراكة مع مجموعات دولية. وبالنسبة لسنة 2023، فقد تم تسجيل في الفترة ما بين جانفي وسبتمبر 2023 ما معدّله 10 اكتشافات جديدة للمحروقات في الجزائر، مع تحقيق وإنجاز حفر 12 بئرا للاستكشاف في أحواض ناضجة و5 آبار في الأحواض الناشئة والحدودية، بمعدل 28٪ و18٪ على التوالي من البرنامج السنوي لعام 2023.

وحسب التقديرات الإحصائية، فإن الجزائر تجري نحو 860 عملية تنقيب أو 860 بئر استكشاف وتطوير للمحروقات، ما بين 2021 و2025، مما يدعم إنتاج المحروقات، مع ارتقاب ارتفاع الإنتاج إلى مستوى 196 مليون طن مكافئ نفط في آفاق 2025 بنسبة نمو بلغ 8 في المائة مقارنة بمستوى إنتاج سنة 2020.

ومن المرتقب أن يتم رصد غلاف مالي استثماري دعما لإنتاج النفط والغاز للفترة ما بين 2023 و2027 يقدّر بنحو 42 مليارا.