+ -

 هل بدأ موسم البحث عن أماكن ”آمنة” لعائلات طرفي النزاع على السلطة في الجزائر؟ليس علينا بداية، سوى أن ندعو الله كي يحفظ الجزائر خلال العشرين يوما القادمة التي تسبق انتهاء مهلة إيداع الترشيحات لانتخابات الرئاسة مطلع شهر مارس المقبل، حيث يقال إن طرفي الصراع بدآ في استعمال خطط حربية لإدارة معركة سياسية.البعض يحب أن يشير إلى ”ترحيل” عائلات طرفي الصراع خارج البلاد وتحديدا إلى دول معروفة بأمانها تمهيدا لمعركة كسر العظم، فلم يبق الكثير حتى نعرف ملامح السباق الرئاسي المقبل.وأول موعد لمعركة كسر العظم هو نهاية هذا الأسبوع، حيث ينتظر أن يعقد الجناح المناوئ لعمار سعداني جلسة استثنائية، بقيادة عبد الرحمن بلعياط، وهذا موعد قد يكون حاسما إذا سقط سعداني.أما إذا لم يسقط سعداني، وهو الأمر المتوقع، بحكم أن جهاز العدالة يمسك به أحد مقربي الرئيس بوتفليقة، الوزير الطيب لوح، فلننتظر الموعد الثاني الذي يتردد أنه يخص اجتماعا للمجلس العسكري يرأسه نائب وزير الدفاع، الفريق ڤايد صالح، وجدول أعماله إحالة ضباط كبار على التقاعد.في هذه الأثناء، هناك دعوى قضائية ينتظر أن يرفعها السعيد، شقيق الرئيس بوتفليقة، ضد الصحفي، ضابط الاستخبارات السابق، هشام عبود، ربما في بروكسل وربما في الجزائر العاصمة، بتهمة القذف وإهانة شرف عائلة رئيس الجمهورية. وهذه هي التهمة الأساسية لأن السعيد بوتفليقة لا يساوي شيئا بدون صفة ”مستشار خاص لرئيس الجمهورية”.وأمام هذا المشهد المشحون بالخوف والترقب، هناك مشهد هزلي آخر أبطاله أرانب تجاوز عددهم مائة ”أرنوب” يتزاحمون على مكتب سحب استمارات الترشح لرئاسة الجزائر، ويتزاحمون على قاعات التحرير بالصحف والإذاعات والتلفزيونات المحلية، بحثا عن شهرة مؤقتة، تمكن البعض منهم من تسوية ملف سكن أو ترقية في مكان العمل أو حتى خطبة فتاة قبيل موسم الصيف.والظاهر أن بؤس هؤلاء الأرانب لا حدود له، فهم يقرأون يوميا أخبار حرب ”داحس والغبراء” بين الرئيس بوتفليقة وغريمه الجنرال توفيق، ومع ذلك يرون أن المجال مفتوح لرئاسة الجزائر.نغلق قوس الأرانب، ونعود إلى ساحة الحرب الحقيقية، التي دخل عليها عامل أجنبي الآن بعدما حذرت واشنطن رعاياها من ”مناطق التوترات السياسية” في الجزائر، والتحذير الأمريكي يتحدث عن توتر سياسي وليس أمنيا، والقصد ربما منطقة غرداية السياحية، لكن العاصمة السياسية غير مستبعدة.أما العامل الأجنبي الحاسم فهو باريس التي تتابع عن قرب ما يجري، ولم يبق لها سوى الجزائر لاستعادة نفوذها في إفريقيا بعد العودة القوية في كل من تونس وليبيا وموريتانيا ودول الساحل الإفريقي.الخلاصة: عندما تصغر همم الرجال يتحول الصراع بينهم إلى ”مشاجرة شارع”، ولهؤلاء نقول: إن الجزائر أكبر منكم جميعا. [email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات