حاول الوفد المغربي خلال المنتدى العالمي للماء، تزييف تاريخ نظام السقي التقليدي "الفقارة" المتواجدة بالجزائر، والإدعاء، بأنه نظامه "الخطارة" فريد، قبل أن يتدخل ممثل الجزائر ليمنع محاولة سرقة هذا التراث.
نظم الوفد الجزائري، في المنتدى العالمي للماء ندوة حول خصائص السقي التي يتوفر عليها نظام "الفوقارة"، ما تجاوب معه الحاضرون من الوفود الأجنبية التي أبدت إعجابها بهذا النظام الذي يعود إلى آلاف السنين".
وصرحت الإطار بوزارة الري، حسينة حموش ل"الخبر"، بأن الفوقارة هي عبارة عن تأقلم للإنسان الجزائري قبل آلاف السنين مع التغيرات المناخية في منطقة الصحراء، وخاصة الجنوبية الغربية، أي: أدرار تيميمون، وتيديكالت".
وأضافت المتحدثة على هامش المنتدى المقام ببالي في اندونيسيا، بأنه "أيضا نظام لحشد المورد المائي الجوفي عن طريق آبار وقنوات باستعمال المنحدر، حيث أن تلك الآبار يستخرج منها الماء، ومنه يضخ في القنوات التي تنقله إلى غاية الواحة".
ومن بين خصائص "الفوقارة"، أضافت حموش:"أنها نظام يضمن القسمة العادلة للماء بطريقة تقليدية، حيث أن الماء الذي يصل الواحة يسير في اتجاهين، أول لاستعماله في الماء الشروب، ويكون مجانيا، وثان لاستعماله في الزراعة ويكون بمقابل".
ويشتري كل فلاح، لكمية الماء، حسب احتياجه منه، وتكون القسمة عبر أداة "المشطة"، التي بها ثقوب لحساب الكمية المستحقة لكل فلاح."
ويمكن للفلاح، أضافت المتحدثة، أن"يبيع أو يشتري الكمية التي يملكها، ويمكن توريها أيضا".
ومن أهمية هذا النظام "تنوع المهن التي ترافقه، مثل : كيال الماء، الذي يحوز مجلدا يدون عليه كل ما يشتري حصة أو يرث الأبناء حصة عن الأب، ما يعني أن هذه المهنة مهمة في هذا النظام الاجتماعي".
ومن المهن أيضا من يصون هذا النظام من الأتربة والرمال خاصة". ولا بد، حسب، محدثتنا أن"يكون نحيفا طيلة حياته لكي يتمكن من المرور تحت الارض".
غير أن الشباب اليوم، ذكرت المسؤولة "يفرون من هذه المهن، ما يجعلنا اليوم نحاول إدخالها في قائمة التكوينات في المنطقة، للحفاظ عليها، إذ أن نظام الفوقارة لن يستمر دونها، مثلما نحاول إدخال التكنولوجيا عليها، لتشجيع الشباب على امتهانها".
وأكدت المتحدثة أن"هذا النظام البيئي هو الوحيد من نوعه".
ومباشرة بعد نهاية الندوة حول "الفقارة" الجزائرية، نظمت المغرب، في الجناح الغرنسي للمنتدى ندوة حول أنظمة السقي، حيث تم التحدث عن "الخطارة" المغربية، التي تشبه الفوقارة الجزائرية، ولكن لا تملك الأبعاد الزمنية والاجتماعية التي تملكها الفقارة، حيث تم ذكر خصائصها دون الإشارة إلى "الفقارة"، ما جعل الخبير في حماية وصيانة الفوقارات أحمد فيلالي، يتدخل خلال الندوة بتذكير الحاضرين بنظام الفقارة، وبخصائصها الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة، خاصة بوجود آلة قياس تدفق إستعملها الإنسان من أجل بث وزرع وتثبيث قواعد الإستقرار ممثلة في العدالة الاجتماعية، التي بدورها تساهم في الاستقرار الاجتماعي للمنطقة كاملة".
واختتم أمس الجمعة المنتدى العالمي العاشر للماء، حيث تم سيؤول التنظيم خلال الطبعة ال11 إلى السعودية.