كواليس عمليات الإنقاذ في حوادث سقوط الطائرات

+ -

في غرفة عمليات تابعة للدفاع الجوي عن الإقليم يرن جرس الإنذار، لقد فقد الاتصال بطائرة في موقع تم تحديده بواسطة رادار الدفاع الجوي، الاتصال الأول الذي يجريه الضابط المسؤول عن المراقبة الجوية مع القيادة يؤكد فيه المعلومة، ويحدد الموقع المفترض لفقدان الطائرة، ومن هذه الدقيقة يبدأ تفعيل مخطط الطوارئ لإنقاذ الطائرات في الجزائر، و الذي  تشارك فيه وزارات الدفاع النقل والداخلية و الصحة ، ويشمل تجنيد وحدات عسكرية و شبه عسكرية و طبية و خبراء في سلامة الطيران .    

تبدأ عمليات الإنقاذ بعد سقوط الطائرات في الجزائر ، مباشرة بعد تلقي الإنذار الأول من أجهزة  رصد ومتابعة المجال الجوي التابعة لقيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم ، وفي الدقيقة الأولى بعد تلقي الإنذار يتم التنسيق مع مصالح مراقبة الحركة الجوية في المطار المدني الأقرب ، و يشمل المخطط ابلاغ الإنذار لوزارات الداخلية الصحة  النقل لترتيب عملية التدخل التي تحدد مرحلتها الأولى بـ 48 ساعة ، قابلة للتمديد ، و يتكفل والي الولاية المختص إقليميا بتجنيد الوسائل الضرورية  لإنجاح العملية.          

 و طبقا لمخطط ساركس  و هي الحروف الأولى من مخطط  عسكري مدني مشترك يسمى عمليات البحث والإنقاذ لطائرة في حالة نجدة، وتشمل العمليات مجموعة من التدابير و الإجراءات، يتم بعد دقائق من الإنذار تحريك طائرة مراقبة متخصصة تابعة للقوات الجوية الجزائرية ، تقوم باستكشاف الموقع المفترض للسقوط و تقدم تقريرا مفصلا لقائد عملية البحث و الإنقاذ ، في نفس الوقت تتحرك طائرات تنقل  وحدة متخصصة عسكرية للبحث و الإنقاذ، كما تنقل طائرات أخرى معدات البحث، ويتم نصب خيم لتقديم الإسعافات في عين المكان ، وخيم للقيادة  والإشراف المباشر على العملية ، من قبل غرفة عمليات مشتركة ، و في غضون 10 دقائق الأولى بعد تلقي الإنذار تتحرك وحدات متخصصة من الحماية المدنية إلى أقرب مطار من أجل التنقل إلى موقع الحادثة جوا .. و في حالة وجود وحدة حماية مدنية قريبة تتنقل بالسرعة القصوى  الى الموقع المحدد ، و تتكون مجموعة التدخل التابعة للحماية المدنية من  مجموعات انقاذ متخصصة  لديها مهمتين الأولى هي إطفاء أي حرائق و التعامل معها بسرعة و الثانية بداية إسعاف المصابين و نقلهم طبقا لمخطط موضوع مسبقا إلى المستشفيات الأقرب، مع جمع جثث الضحايا ، و نقلها في موقع  محدد مسبقا طبقا لمخطط يقسم التراب الوطني إلى مجموعة من الأقاليم كل  إقليم له مستشفيات محددة، و يتم تجنيد المستشفى الأقرب للموقع مع انتقال مسعفين من المصالح الطبية الأقرب للمشاركة و المعاونة  وتتنقل وحدات تابعة للدرك الوطني وتكلف بمهمة تحديد نطاق التدخل و الإنقاذ لمنع الدخول والخروج من المنطقة الى غاية الانتهاء من إجلاء الجرحى  والجثث و جمع بقايا الطائرة في إطار التحقيق ، في الأخير تصل مجموعة التحقيق المتخصصة في البحث عن الصندوق الأسود و جمع كل الأدلة التي تساعد في التحقيق حول الحادث أو الكارثة الجوية.

  و في مراحل عملية تدخل افتراضي تمت يوم 07 ماي 2024 في إقليم ولاية غرداية أشرفت عليها قيادة الدفاع الجوي على الإقليم في منطقة الناحية العسكرية الرابعة ضمن برنامج التدريب السنوي للجيش الوطني الشعبي ،  والتي تواصلت 48  ساعة ، تنقل خبراء من الأدلة الجنائية و العلمية بقيادة الدرك الوطني و شاركوا في عملية البحث عن ركام و بقايا طائرة  سقطت افتراضيا في التمرين الذي شاركت فيها وحدات متخصصة القوات الجوية و الدفاع الجوي عن الإقليم و من الدرك الوطني الحماية المدنية و موظفين وخبراء  من وزاراتي  النقل و الصحة،   وتضمن التمرين أيضا تقديم بلاغ افتراضي للنائب العام المختص إقليميا ،  و تم تقسيم  العملية إلى 03 مراحل الأولى شملت التعامل مع حريق افتراضي ، والبحث بسرعة كبيرة عن الناجين الأحياء و هذا بمشاركة مروحيات تابعة للجيش الوطني الشعبي  و الحماية المدنية وتحديد منطقة التدخل التي يمنع الدخول اليها ، وشملت المرحلة الثانية جمع جثث  الضحايا وجمع بقايا الأمتعة، و في المرحلة الثالثة تبدأ فريق الأدلة الجنائية و العلمية و أمنية وسلامة  الطيران في جمع كل الأدلة التي تساعد في التحقيق حول الحادثة أو الكارثة الجوية ، وأهم شيء يبدأ البحث عنه هو الصندوق الأسود للطائرة .

 تمارين البحث والإنقاذ التي تنفذ تعمل على فرضية حوادث  سقوط الطائرات أو هبوطها الاضطراري خارج  المطارات، أو حادث خطير لطائرة داخل مطار ،  و تتنوع  الوحدات المشاركة في التمارين ، ففي حوادث  افتراضية تم التدرب عليها في سنوات ماضية، تمت في عرض البحر و شاركت فيها وحدات من القوات البحرية الجزائرية و حرس السواحل ووحدات بحرية تابعة للحماية المدنية و تعد الأكثر تعقيدا ، و تأتي خلفها حوادث تقع في مناطق جبلية ، و تراكمت لدى المجموعات المشاركة في هذه التمارين خبرة مهمة عبر السنوات.

تجدر الإشارة أيضا إلى أن  أغلب هذه التمارين تتم بالتنسيق مع  منظمة الطيران المدني الدولي إيكاو – ICAO ، حيث كشفت بيانات الجيش الوطني الشعبي عن حضور خبراء أجانب في عدد من هذه التمارين .