القضاء الفرنسي يبطل قرار حظر رفع الأعلام الأجنبية خلال المونديال

 أبطلت المحكمة الإدارية الفرنسية، أمس، قرار حظر رفع الأعلام الأجنبية بغرض “التباهي” خلال كأس العالم، الذي أصدره عمدة مقاطعة “نيس” يوم 29 جوان، لمنع أنصار المنتخبات المشاركة في المونديال من التعبير عن فرحتهم بالشكل الذي ظهر عقب مباراة الجزائر وروسيا. وأبطل القرار من طرف المحكمة الإدارية الفرنسية، إثر احتجاج لرابطة حقوق الإنسان الفرنسية والجمعية من أجل الديمقراطية بمقاطعة “نيس”، وأقرت المحكمة الإدارية الفرنسية “دخول تعليق تنفيذ قرار حظر رفع الأعلام الأجنبية، حيز التنفيذ”، وكان قرار حظر التباهي برفع الأعلام الوطنية اتخذه عمدة مقاطعة “نيس” كريستيان ستروسي”، عن الحركة الشعبية، وبرر قراره بحفظ الأمن والسكينة وسط سكان المدينة.وجاء قرار ستروسي إثر الاحتفالات التي عمت أرجاء باريس، عقب تأهل المنتخب الجزائري للدور الثاني بمونديال البرازيل إثر تعادله أمام المنتخب الروسي، يوم 26 جوان، وعرفت تلك الاحتفالات بعض الانزلاقات، كما أورده الإعلام الفرنسي، توقيف 70 جزائريا من قبل الشرطة. وأثار قرار ستروسي الذي عني به الجزائريون أكثر من غيرهم، ردود فعل مستنكرة بالنسبة لمناهضي “العنصرية” وخصوم اليمين المتطرف الفرنسي. ويوم قبل حكم المحكمة بإبطال قرار ستروسي، ندد محامي رابطة حقوق الإنسان الفرنسية والجمعية من أجل الديمقراطية في نيس، جوزيف سيكوليني، بما أسماه القرار “التمييزي” الذي اتخذه عمدة نيس، كما أدان السكرتير العام لمنظمة “أي أو أس عنصرية”، حميدو باه، ما وصفه “الممارسات الخطيرة ضد الحريات الأساسية” ولاحظ “منع مناصرين من دولة واحدة فقط من الاحتفال بعد مقابلة في كرة القدم”، وذهبت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان إلى حد المطالبة بمنع ازدواجية الجنسية على الجزائريين، على خلفية احتفالهم بفوز منتخبهم وقيامهم بأعمال عنف وتخريب. وضمن هذا السياق، اعتبر المدير العام للاتصال بوزارة الخارجية عبد العزيز بن علي الشريف، أول أمس، أن “تصريحات زعيمة الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) في فرنسا، مارين لوبان، المتعلقة بوضع حد لازدواجية الجنسية لا تمثل أبدا الموقف الرسمي الفرنسي”، معتبرا أن “اليمين الفرنسي المتطرف عودنا على مثل هذه التصريحات، والتي نعرف جيدا أنها تصريحات تبقى هامشية لا تمثل أبدا الموقف الرسمي للحكومة الفرنسي”.