محي الدين.. قتلٌ بالرصاص وتكبيل ثم حرق داخل السيارة

38serv

+ -

مشهد مروع تنفر منه النفوس، لا ولم تألفه الأعين، ولا نراه سوى في أفلام الرعب ومسلسلات أبشع الجرائم وأعنفها. منظر لا يتحمله عقل بشري؛ شاب متفحم الجثة داخل سيارة أكثر تفحما مرمية بجوار إحدى ورشات البناء، بعدما شاءت الأقدار أن يصيبها عطب وتتوقف بالقتلة الذين لم يجدوا حلا سوى حرقها في محاولة منهم لطمس معالم الجريمة التي وقعت بتاريخ 16 جوان من السنة الجارية. روى شهود عيان أنهم لم يشهدوا منظرا أكثر دموية ورعبا كالذي وقفوا عليه حينما شدّهم الفضول لرؤية السيارة المحترقة وبداخلها جثة متفحمة في ساعات ذلك الصباح الصيفي، قبل أن يتم تبليغ عناصر الدرك الوطني الذين سارعوا لمعاينة وتطويق مكان الحادثة التي اهتزت لها المدينة، بعدما اتضحت معالمها وتبين أن الضحية هو الشاب المدعو “د. محي الدين” في عقده الثالث، وأن مرتكبوها ما هم سوى والد زوجته وشقيقها وصديق هذا الأخير، والذين قاموا باستدراجه وقتله رميا بالرصاص، ثم قاموا بتكبيله ووضعه في صندوق سيارته والاتجاه به خارج المدينة للتخلص من الجثة، قبل أن تفاجئهم السيارة وتتعطل في منتصف الطريق، حيث قاموا بإضرام النار فيها والفرار بعدها.المتهمون توبعوا في القضية بتهم تنوعت بين تكوين جماعة أشرار لغرض ارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، وحمل سلاح ناري من الصنف الرابع محظور دون مبرر شرعي وحرق ملك الغير.الضحية لم يشك في نوايا قاتليهالواقعة كانت بدايتها عندما قام الجناة الثلاثة، وهم شقيق زوجة الضحية المدعو “ب. ي« 24 عاما ووالده وصديقه الذي يماثله السن، بتدبير لقاء يجمعهم والضحية أمام مسكنهم العائلي بحي “أولاد سالم” في باتنة بالقرب من حظيرة البلدية، من أجل التوصل لحل إزاء النزاع القضائي بينهم وبينه كونهم رفضوا زواجه من ابنتهم، حيث كان اليوم الموالي للجريمة جلسة محاكمة للفصل في القضية، ويبدو أنهم كانوا يحاولون إقناعه بحل يرضي الطرفين، غير أن الوضع سرعان ما تأزم بينهم، وتحوّل الحديث إلى ملاسنات، فمشادات كلامية حادة، قبل أن تنتهي بقيام شقيق زوجته بإطلاق عيار ناري على رأس الضحية الذي لفظ أنفاسه الأخيرة على الفور، لتنتهي حياته على يد من كانوا أقرب الناس إليه دون أن يراوده الشك بنصبهم لشرك قتله، ولعل ما يثبت ذلك مرافقته لصديق شقيق زوجته لحضور اللقاء.بداية التفكير في طمس معالم الجريمةبعد مقتل محي الدين واصطدامهم بوفاته، وتأكدهم من ذلك، أحسوا بأنه عليهم إخفاء أثار جريمتهم الشنعاء، ووجب عليهم التفكير في حل سريع ينقذهم من احتمال دخولهم السجن وتوجيه التهمة لهم، بعدما علم العام والخاص بقصة الصراع الدائر بينهم وبين المغدور به حول الفتاة. وخوفا من انكشاف ما أقدموا عليه وما اقترفوه بحقه وجهوا تفكيرهم المرتبك نحو ضرورة التخلص من الجثة بنقلها خارج المدينة، خاصة أنهم تأكدوا من عدم وجود شهود على جريمتهم النكراء، حيث أقدم الثلاثة على تكبيل الضحية وحمله ووضعه داخل صندوق سيارته من نوع  “رونو ميغان”، والانطلاق بها خارج المدينة، وبالتالي سيتم تلقائيا، حسب ما خمنوا فيه، إبعاد أصابع الاتهام عنهم، لينطلقوا بالسيارة باتجاه حي طريق بسكرة التي تقل فيه حركة المرور في بعض الأوقات عكس الطرقات الوطنية الأخرى، مبتعدين تدريجيا عن الأنظار.ولم يضع الجناة فرضية أن تتعطل سيارة الضحية بهم، والتي كانوا على متنها رفقة الجثة المكبلة ويصيبها عطب مفاجئ انتهى بتوقفها بجوار ورشة للبناء بمحاذاة الملحقة الجامعية، وكأن السيارة رفضت أن تكون شريكا في الجريمة.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات