مديرو تربية أخضعوا أساتذة ومستشارين إلى تكوين "غير قانوني"!

تورّط مُديرو التربية الولائيون في فضيحة من العيار الثقيل، عبر إخضاع أساتذة الطور الابتدائي ومستشاري التغذية الناجحين في مُسابقة مساعدي مديري المدارس الابتدائية إلى تكوين ”غير قانوني”! وهو الأمر الذي يستنزف جُهد المؤطرين وأموالا كبيرة تستقطع من الميزانية المرصودة لكل ولاية. ويأتي هذا في الوقت الذي تنتهج الحكومة سياسة تقضي بترشيد الاستهلاك في جميع القطاعات.    مدير التكوين بوزارة التربية لحسن لبصير لـ”الخبر”: ”راسلنا المديريات لإزالة الغموض” رئيس اتحاد التربية والتكوين الصادق دزيري لـ”الخبر”: ”الخلل وقع في أغلب المديريات” فتحت وزارة التربية الوطنية مسابقة لتوظيف نواب المديرين في 26 جوان الماضي، في حين اجتاز المترشحون الامتحان في 22 من شهر جويلية، الذين ينتظرون أن يخضعوا إلى تكوين يستمر سنة كاملة، وبحجم ساعي يقدر بـ400 ساعة.وبموجب المرسوم الرئاسي 07-304 المعدل والمتمم المعنيين بالتكوين، فإنه يستلزم وجوبا التكوين المتخصص على معلم المدرسة الابتدائية صنف 10 كي ينتقل للصنف 12، بمعنى الانتقال من المجموعة ”ب” للمجموعة ”أ” من الشبكة الاستدلالية للأجور، بينما تتم ترقية رتب أستاذ مدرسة ابتدائية ومستشار التغذية في الصنف 11 أي في المجموعة ”أ” دون الحاجة للتكوين.غير أن أغلب مديريات التربية لم تلتزم بالقانون الوارد في هذا المجال ”عن جهل أو تسيب” وأخضعت الفئتين إلى التكوين، وهو الأمر الذي تسبب في إهدار الوقت وجهد المؤطرين والمكونين، إضافة إلى ضياع أموال الميزانية الكبيرة المُخصصة لهذه العملية، والأثر الذي يخلفه الإجراء على الأساتذة والمستشارين غير المعنيين بالتكوين ”قانونيا” ولكنهم خضعوا إليه بسبب ”جهل” المسؤولين المحليين بالأنظمة المعتمدة أو بسبب التسيّب.  يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت الحكومة الجزائرية عن اتباع سياسة ترشيد الاستهلاك والنفقات في جميع القطاعات، فما بالكم بإهدار المال العام في تكوين ”غير قانوني”؟!وكانت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، قد انتقدت في أكثر من مناسبة أداء المديرين التربويين، وحمّلتهم مسؤولية تعفن الوضع على المستوى المحلي.رئيس  ”اينباف”:”على وزارة التربية أن تتدخل فورا”وحول الموضوع، قال رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الصادق دزيري، في حديثه مع ”الخبر”، بأن هذا التكوين انطلق في مديريات التربية، وتسبب معظمها في ”تكوين فئات غير معنية بالتكوين”، واصفا الأمر بـ«إهدار الجهد والمال والوقت وكل شيء”. ودعا المتحدث إلى تدخل وزارة التربية لتصحيح الخلل.مدير التكوين بوزارة التربية: ”أصدرنا تعليمة لاستدراك الغموض”من جانبه، اعترف مدير التكوين على مستوى وزارة التربية الوطنية، لحسن لبصير، في تصريحه لـ”الخبر”، بتسجيل هذا الخلل على مستوى مديريات التربية، غير أنه قال في المقابل إن مصالحه راسلت مديري التربية الولائيين من أجل شرح كيفية ترقية الناجحين في مسابقة مساعدي التربية.وقال المصدر نفسه إن ”بعض المديريات أخلطت بين الفئتين ووضعتهما مع بعضهما”، مفيدا عبر اتصال هاتفي بأن ”مصالحه حررت تعليمة توضيحية لرفع اللبس والغموض عن العملية، لأن المصنفين في السلم 11 المعنيين بالانتقال إلى السلم 12 غير معنيين بالتكوين وإنما يحتاجون إلى تأهيل فقط، في حين أن المصنفين في السلم 10 يخضعون إلى التكوين آليا”.