38serv

+ -

 بدأت ترتسم “صورة سيئة” عن الجزائر في الخارج، بسبب التطورات في مؤسسة الجيش وبالتحديد قلبها النابض “مديرية الأمن والاستعلام” (المخابرات العسكرية)، وذلك على خلفية الاعتقالات التي تعرض لها 3 جنرالات وما صاحبها من جدل كبير، كانت آخرها رسالة قائد المخابرات السابق الجنرال توفيق التي استعرض فيها ما يصفه بـ”الظلم” في حق الجنرال حسان.انتقل الجدل “الداخلي” من الجزائر إلى الخارج، فأعطيت مساحات واسعة في وسائل إعلام أجنبية، مرئية ومسموعة ومكتوبة، لخبراء تعددت قراءاتهم بخصوص اعتقال جنرالات ومحاكمتهم، بالجزائر، وكذا الرسالة المثيرة للجنرال توفيق، المدير السابق لدائرة الاستعلام والأمن، التي دافع فيها عن الجنرال حسان المدان بخمس سنوات سجنا نافذا، عن تهمتي مخالفة تعليمات عسكرية وإتلاف وثائق.وطغت على هذه القراءات “نظرة الاستغراب” من جهاز المخابرات العسكرية للجزائر، الذي ظل منذ الاستقلال بعيدا عن أقلام الصحف وتحليلات خبراء، أحيانا بداعي التوجس من قائدها الجنرال “توفيق”، الذي التصق اسمه بـ”الشبح” الذي يصنع رؤساء الجزائر، وأحيانا لـ”الهالة” التي صنعتها وزارة الدفاع حول مؤسسة الجيش بملاحقها، فأضحى الحديث عنه يشبه “التهمة”.وفي هذا المنوال، كتبت الصحيفة الإلكترونية الشهيرة في فرنسا “فالور أكتيوال”، مقالا تحليليا تحدثت فيه عن محاكمة الجنرالات في الجزائر (حسان وبن حديد ومجدوب)، “أجهزة المخابرات العربية بدأت تفقد مصداقيتها وتحط من قيمتها، ومن بينها الاستخبارات الجزائرية التي تمر بفترة صعبة بسبب إقالة وتوقيف مسؤولين فيها”. كما نشرت في الولايات المتحدة الأمريكية، شبكة “سي. أن. أن” عبر موقعها الإلكتروني في نسخته العربية، مقالات للكاتب والمفكر فهمي هويدي، يقرأ فيه خلفيات إقالة الجنرال “توفيق”. وفي أبرز ما كتب فيه: “مبلغ علمنا أن إعصارا سياسيا ضرب حكم العسكر في الجزائر، لا عرفت دوافعه ولا فهمت مقاصده. الشيء الوحيد المؤكد أنه وضع الجزائر على أبواب حقبة جديدة يكتنفها الغموض”.وتابع صاحب المقال: “رغم أن الإعصار هدأ بصورة نسبية خلال أسبوعين، إلا أن سيل الأسئلة لايزال يتدفق، بعضها يتحرى الخلفيات والبعض الآخر يقلب الاحتمالات ويستفهم عن المآلات. لكن القدر المتفق عليه أن الإعصار الذي انطلق لم يؤد فقط إلى التخلص من رأس دولة العسكر ورمزها، لكنه وجه ضربة في الصميم لمجمل مشروع تلك الدولة القابضة على السلطة منذ الاستقلال في ستينيات القرن الماضي”.وعلى أمواج الإذاعة الأوربية “أوروبا 1”، خصصت، أمس، حلقة من برنامجها الشهير “حول العالم”، لقراءة رسالة الجنرال “توفيق”، فاعتبرتها “سابقة في تاريخ الجزائر، وتظهر في مجملها صعبة التصديق نظرا لطابع عمل النظام الجزائري، وبالتحديد جهاز المخابرات الذي كان دائما في قلب السلطة”، مضيفا: “وهذا ما جعل الجزائريين لا يصدقون هذه الرسالة من توفيق”.وبحث البرنامج في تداعيات محاكمة الجنرالات ورسالة الجنرال “توفيق”، فخصص لها قراءتين، “الأولى على الصعيد الداخلي، يمكن القول إنها تدخل في إطار صراع العصب التي تشل مؤسسات الدولة، وللأسف تحدث في بلاد مايزال يحتاج إلى دعم لمحاربة البطالة والزبائنية والفساد”. أما “الثانية، فإحداث عدم استقرار في الجيش وجهازها للمخابرات، يهدد بظهور آثار مضرة في مجال مكافحة الإرهاب، خصوصا أن دور الجزائر في هذه النقطة لا يستغنى عنه بالتحديد في الساحل وليبيا”.وفي بريطانيا، أفردت المجلة البريطانية الشهيرة “جينس” المتخصصة في متابعة شؤون الدفاع والسلاح، تقريرا عن التطورات الحاصلة في مؤسسة الجيش، على خلفية محاكمة جنرالات، أوردت فيه أن “هذه المحاكمات قد يكون لها أثر عكسي على معنويات الجنود”. وفي المحصلة، حتى وإن استندت بعض الوسائل الإعلامية الأجنبية على الصحف الوطنية للاطلاع على ما يحدث في مؤسسة الجيش، فذلك لا يخفي حقيقة أن الوضع الحالي سوق لـ”صورة سيئة” عن جهاز أمني حساس.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: