العالم

البرنامج النووي الإيراني في دائرة الاستهداف

الوزير الأول الصهيوني، بنيامين نتنياهو أقرّ في منتصف أفريل الماضي بقيادته "حملة عالمية ضد برنامج إيران النووي".

  • 880
  • 2:06 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

ظل السلوك الصهيوني إزاء الملف النووي الإيراني، تحكمه عدة اعتبارات استراتيجية، على رأسها إصرار تل أبيب الإبقاء على التفوق القائم على الغموض النووي والردع في آن واحد وتفادي كسر الاحتكار النووي القائم منذ التأكيد على حيازة الكيان على السلاح النووي.

ورغم التصريحات المعلنة من قبل القادة الصهاينة، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن أي مسار للمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني لا يصبّ في مصلحة الكيان.

وترتكز المقاربة الصهيونية إزاء الملف النووي الإيراني، على جملة من الاعتبارات، بداية بمنع كسر الاحتكار النووي والإبقاء على التفوق الاستراتيجي القائم، وهو ما دفعها سابقا إلى القضاء على البرنامج النووي العراقي وقصف، في بداية الحرب العراقية الإيرانية للمفاعل النووي "تموز أوسيراك" في 1981 على خلفية ما عرف بعملية "أوبرا" أو "بابل" والتلويح مرارا بإمكانية استهداف المنشآت النووية الإيرانية.

وقد سوّق الكيان بأنه استهدف المشروعين النوويين العراقي والإيراني في اليوم نفسه، أي السبت، ولكن بفارق 44 عاما، غير أن "التهديدات" الصهيونية لم تبق في حدود الاستعراض، على غرار ما قامت به في العراق وسوريا، مع الكشف عما سمي بعملية "بابل 2" لتدمير مصانع الصواريخ والمفاعلات الإيرانية.

فعلى امتداد عقدين، سجلت عمليات تخريبية مست منشآت إيرانية، فضلا عن سلسلة الاغتيالات التي طالت علماء الذرة الإيرانيين بداية من اغتيال عالم الفيزياء النووية، مسعود محمدي في 12 جوان 2010، إلى تصفية محسن فخري زاده في 27 نوفمبر 2020. وقد أبرز الكيان رؤيته من خلال تصريح وزير دفاع الكيان السابق موشيه يعلون، بأن "الكيان لا يمكن أن يقبل تحت أي ظرف من الظروف أن تمتلك إيران سلاحا نوويا".

وكان الوزير الأول الصهيوني بنيامين نتنياهو قد أقرّ أيضا في منتصف أفريل الماضي بقيادته "حملة عالمية ضد برنامج إيران النووي، مع الاعتراف بقيادة عدد لا يحصى من العمليات العلنية والسرية ضد برنامج إيران النووي، وهي العمليات التي حالت وفق الكيان دون امتلاك إيران لترسانة نووية وأخّرت البرنامج النووي الإيراني بما يقرب من عقد كامل.

وبعد توظيف الكيان لاستراتيجية ضرب الأطراف الإيرانية في سوريا ولبنان والعراق، فإن الكيان تجاوز دائرة الاحتكاك إلى وقاية عمقها الاستراتيجي، من خلال ضرب واستهداف منظومة الصواريخ الإيرانية أيضا التي يمكن أن تصل من موقعها في سوريا بالخصوص إلى العمق الصهيوني. وقد أبانت العملية التي استهدفت قيادات حزب الله والحرس الثوري منذ 2008 والتي أودت بحياة عماد مغنية، ثم في قائد الحرس الثوري حسن شاطري والجنرال محمد على الله دادي ونجل عماد معنية ومحمد عيسى أحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا، ولكن أيضا تصفية أبرز قيادات حزب الله، على رأسهم حسن نصر الله والحشد الشعبي في العراق، عن رسائل مباشرة موجّهة من تل أبيب لطهران بعدم تجاوز "الخطوط الحمراء" والإبقاء على حالة الحرب الباردة، أي القوة الليّنة بدلا من اللجوء إلى القوة الصلبة حتى وإن كان ذلك بالوكالة.