نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مساء اليوم الأحد، مشاهد مصوّرة لكمين نُفّذ ضد قوة من جيش الاحتلال الصهيوني شرق جباليا شمال قطاع غزة.
وأظهرت المشاهد استدراج عناصر من قوات الاحتلال إلى داخل منزلٍ كان قد جرى تفخيخه مسبقًا، قبل أن يتم تفجيره بعبوات ناسفة وقنابل محلية الصنع جرى “هندستها عكسياً”، في إشارة إلى تصنيعها اعتمادًا على ذخائر أو معدات صهيونية تم الاستيلاء عليها سابقًا.
مشاهد بثتها #سرايا_القدس لتفجير منزل مفخخ بقوة إسرائيلية وتفجير عبوات وقذائف جرت هندستها عكسيا في منطقة تل الزعتر شرق #جباليا#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/4DoUSPFHMO
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 8, 2025
وأشارت السرايا إلى أن الكمين أدى إلى إصابات مباشرة في صفوف القوة المتوغلة، دون أن يصدر حتى الآن تأكيد من قوات الاحتلال حول حجم الخسائر.
ويأتي هذا الكمين في سياق تصعيد عمليات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال التي تواصل توغلها في عدد من مناطق قطاع غزة، وسط معارك شرسة وعمليات استنزاف متواصلة
واليوم، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاوميها أجهزوا على جنديين من قوات الاحتلال الصهيوني، من "المسافة صفر" في شارع النزاز شرق حي الشجاعية بمدينة غزة، بتاريخ 3 جوان 2025. ووصفت الكتائب العملية بأنها نوعية وتمّت بعد عودة المجاهدين من خطوط التماس.
في السياق ذاته، أكدت حركة حماس، في بيان لها الأحد، أن المقاومة تدير "حرب استنزاف" ردًّا على الإبادة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضدّ المدنيين، مشيرة إلى أن "العدو يُفاجأ يوميًا بتكتيكاتٍ ميدانية متجددة".
وأضافت حماس أن تصعيد الاحتلال لعملياته العسكرية يُفاقم من خسائره، ويدفع الأسرى الصهاينة نحو المجهول، مؤكدة أن "لا حلّ إلا عبر صفقة تبادل شاملة"، وهو ما يرفضه نتنياهو، بحسب البيان.
وتابعت الحركة: "النصر المطلق الذي يتحدث عنه نتنياهو ليس سوى وَهمٍ يُضلل به جمهوره"، مشددة على أن "الحرب التي أرادها بلا نهاية تحوّلت إلى عبءٍ يومي، وستكون نهايته السياسية والشخصية بعد سقوط وهم الحسم السريع".
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد تحذيرات صهيونية داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية من تحوّل الحرب في غزة إلى حرب استنزاف طويلة الأمد. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر في هيئة الأركان الصهيونية أن استمرار الهجمات اليومية للمقاومة، وتكرار الإصابات في صفوف الجنود، يستنزف القدرات العسكرية والنفسية، في ظل غياب رؤية سياسية واضحة للخروج من المعركة.
بدورها، أشارت مصادر أمنية صهيونية إلى أن بقاء القوات في غزة بات يُنظر إليه كعبء استراتيجي، لاسيما في ظل غياب بديل فلسطيني يحظى بشرعية داخل القطاع، وفشل مشاريع الوكلاء المحليين. وأضافت أن المقاومة "تُراكم خبراتها وتُطوّر قدراتها داخل مسرح عمليات مفتوح ومعقّد".
ومنذ مطلع شهر جوان 2025، صعّدت فصائل المقاومة الفلسطينية من عملياتها العسكرية في قطاع غزة، مركّزةً على تكتيكات الكمائن، القنص، وزرع العبوات الموجهة في مناطق التوغل شرق غزة وجنوبها. واتسمت هذه العمليات بالدقة والجرأة، خصوصًا في أحياء الشجاعية ورفح وخان يونس، حيث تفادت المقاومة المواجهات المباشرة الطويلة، واعتمدت على تكتيكات "الضرب والانسحاب" من مسافات قريبة.

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال