علاك.. العربة التي قادت الرياضة الجزائرية للمعاقين

+ -

 رحيله كان صدمة للجزائريين، خسارته أفقدت رياضة المعوقين رمزا وبطلا سيظل اسمه راسخا في أذهان الجزائريين، هو مثال عن التحدي، مثال عن القوة، عن الأمل، الإصرار والتفاؤل، لم تمنعه إعاقته من أن يتوج من بين أكبر الرياضيين العالميين في رياضة العدو 100 متر، 200 متر و400 متر، ويفوز بعدد لا يحصى من الميداليات في أكبر التظاهرات الرياضية العالمية، فتحت له مجالا ليكتب اسمه بأحرف من ذهب.محمد علاك المولود سنة 1974 ابن قرية أقني ايقغران بتيزي وزو، مسيرته الحافلة انطلقت من نادي اتحاد حسين داي مرورا بجمعية بريد الجزائر ثم مولودية الجزائر، قبل أن يقرر قبل 4 سنوات وضع حد لمشواره الرياضي المشرِّف عندما كان ينشط تحت ألوان المجمع البترولي.  فبعد سيطرته المطلقة على المستوى الوطني والجهوي والقاري، تمكن من فتح أبواب المجد العالمي بفضل إرادته الفولاذية وجديته الكبيرة في العمل.وبخطى ثابتة ورؤية مدروسة، خطط محمد علاك بنجاح لولوج الساحة، ليلمع اسمه في الألعاب شبه الأولمبية، وحصد أول لقب له في أطلنطا بأمريكا سنة 1994، حين فاز فيها بميداليتين ذهبيتين في 100م و200م، ليؤكد وجوده بعد 4 سنوات ويصنع لنفسه مكانة واسما عالميا بعد إحرازه 3 ذهبيات في دورة سيدني. ما دفع مسؤولي اتحادية رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة لمراجعة سياسة تطوير هذه الرياضة في الجزائر، من أجل ضمان الخلف الناجح في المنافسات الدولية القادمة، وفي أولمبياد المعاقين على وجه الخصوص.وبعد الإصابات المتكررة التي حالت دون قدرته على مواصلة تدريباته ومشواره المتألق واللامع، شعر محمد بضرورة وضع حد لمشواره الرياضي الدولي.محمد علاك ظل وسيبقى العربة التي تقود القاطرة، خطف بفضل نتائجه المشرفة وبعفويته الكبيرة وشخصيته المرحة حب ومساندة الجميع. وأصبح بحق الرياضي المحبوب الذي رفع راية الجزائر عاليا في مختلف المواعيد التنافسية العالمية. هذه الأسباب مجتمعة أهلته بجدارة لتقلد وسام “الأثير” من يدي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة 2008 بملعب 5 جويلية، على هامش نهائي كأس الجزائر لكرة القدم بين وداد تلمسان وشباب بني ثور.أصيب البطل محمد علاك بمرض ألزمه الفراش، ووافته المنية صبيحة يوم الثلاثاء 8 مارس الماضي، عن عمر يناهز 42 سنة، بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة نُقل على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج، لكنه أسلم روحه لبارئها، تاركا وراءه مشوارا رياضيا زاهرا، وبكى الجزائريون على ابن وأخ حمل أمانة رفع علم وطنه بين أكبر دول العالم وفي أكبر الأعراس الأولمبية.رحل محمد وانطفأت شمعته، لكنه بقي وسيبقى ابن الشعب الذي رفع رأسه، تاركا وراءه رسالة تحد وإصرار وعمل وأمل لفئة همشت لسنوات، لكنها استطاعت إثبات وجودها واستطاعت رسم وكتابة تاريخها بأيد وأرجل مشلولة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات