"مؤتمر الصومام أحدث انشقاقا في الثورة"

+ -

 تختلف رؤية الأستاذ والباحث في تاريخ الجزائر محمد قدور من جامعة الجزائر 02 عن بعض المتدخلين، إذ يعتقد أن المعارضة التي صادفها مؤتمر الصومام هي التي أعطت له هذا الصدى الكبير وكونت حوله أعداء وأصدقاء. بالنسبة إليه كباحث، فإن مصادر معلوماته مستقاة من شهادات من عايش مؤتمر الصومام. مشيرا إلى أنه يصنّف المؤتمر في إطار لقاء أو اجتماع لقادة الثورة، كونه لم يحظ بإجماع كل قادة الثورة، الشرط الذي يتطلبه المؤتمر في أبجدياته من قواعد أساسية، وهي أن يكون له لقاءات جهوية على مستوى المكاتب ومختلف مناطق الوطن، وهو ما تعذّر تحقيقه من قبل المؤتمرين، وعليه، فحسب قدور، فإن مؤتمر الصومام مجرد لقاء لا أكثر.قال الأستاذ قدور أن معارضة المؤتمر كانت خارجية قبل أن تكون داخلية، ومعارضة بن بلة التي أثارت الجدل في نقاط معينة تخص الجانب السياسي الذي لم يكن في المستوى، ورفضه لتأسيس لجنة التنسيق والتنفيذ وأولوية الداخل على الخارج، وهي نقاط لم يوافق عليها أغلبية الوفد الخارجي، وليس فقط بن بلة، أما بالنسبة لعدم حضور هذا الأخير، يقول الأستاذ قدور إنه ليس الغائب الوحيد، فهناك الراحل محمد بوضياف الذي كان له نائب في الغرب الجزائري قام باستشارة بوضياف في حضور المؤتمر فكان جواب بوضياف “إذا كان المؤتمر سيناقش كيفية إدخال السلاح فاحضر، أما إذا كان سيخوض في مسألة من يقود الثورة فلا تحضر”. عرّج الأستاذ قدور على عدة أمثلة للوفد الخارجي ممن غاب عن المؤتمر وتحدّث عن محمد خيضر الذي كان من المعارضين للمؤتمر كونه اقترح نهاية 1955 تشكيل حكومة مؤقتة وكان جواب عبان رمضان “لو أعلنتم الحكومة المؤقتة سوف تكون القطيعة بيننا وبينكم”، لكن بعد أشهر يضيف الأستاذ قدور تم تأسيس لجنة التنسيق والتنفيذ المنبثقة عن قرارات الصومام، عوض الحكومة المؤقتة التي كان من المفروض تأسيسها.عرج الأستاذ قدور على نقطة اعتبرها بالمهمة وهي عدم صواب قرارات الصومام كون لقاء المجلس الوطني للثورة في أوت 1957 حدث فيه إلغاء لكل قرارات الصومام منها لجنة التنسيق والتنفيذ، وأولوية الداخل على الخارج، وأولوية السياسي على العسكري، وتم إلغائها من قبل المشاركين في المؤتمر على رأسهم كريم بلقاسم. ويرى قدور أن مؤتمر الصومام أحدث انشقاقا في الثورة بدليل حدوث اغتيالات في الشرق الجزائري، مستندا لشهادة المجاهد صافي بوديسة المعارض لقرارات الصومام والذي تحدث عن حدوث معركة بين أنصار المؤتمر ومعارضيه أدت إلى مقتل 15 مجاهدا في الناحية الشرقية للبلاد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: