“مخمرة” في مدرسة ابتدائية بسكيكدة

+ -

تشهد المدرسة الابتدائية “بوعمامة محمد” ببلدية صالح بوالشعور جنوبي سكيكدة، منذ سنوات عديدة، ظاهرة خطيرة وغريبة، بسبب استمرار تواجد الأكواخ القصديرية داخل ساحة المدرسة، ما جعل التلاميذ يتقاسمون الجحيم مع أصحاب هذه السكنات الهشة، في صورة مأساوية امتدت لسنوات عديدة، في ظل تماطل السلطات المحلية في ترحيل العائلات المعنية وتنظيف ساحة المدرسة التي تحولت إلى شبه “مخمرة”، بعدما حول المنحرفون محيطها وحتى أقسامها إلى أوكار لمختلف الآفات الاجتماعية. كشف احتجاج العائلات القاطنة بالأكواخ القصديرية المنتشرة داخل المدرسة الابتدائية “بوعمامة محمد”، بداية الأسبوع الجاري، عن الظروف الخطيرة والمأساوية التي يتقاسمها تلاميذ المدرسة مع السكان المعنيين، بسبب الوضعية الغريبة التي يعيشونها منذ سنوات عديدة، حيث تفتقر المدرسة إلى سياج كامل، ما جعلها عرضة للتسيب ودخول الغرباء، وحتى أصحاب الشاحنات من تجار الخضر والفواكه يتوغلون داخل ساحة المدرسة من أجل التجارة. والأخطر من ذلك، حسب محدثينا، هو انتشار الآفات الاجتماعية داخل المدرسة، بعدما تحول محيطها وحتى أقسامها إلى أوكار لممارسة مختلف الآفات الاجتماعية، بما فيها تعاطي المخدرات وشرب الخمر، في ظل غياب الحراسة الدائمة عن الأقسام، ما جعلها عرضة لانتهاكات خطيرة من طرف المنحرفين، حيث يتفاجأ الزائر للمدرسة بقارورات الخمر من مختلف الأنواع مرمية في ساحة المدرسة، وهي الصورة التي تعكس المفارقة الغريبة التي تحدث أمام أعين المسؤولين، ناهيك عن الفوضى والاحتجاجات المتكررة لأصحاب الأكواخ القصديرية، الذين وصل بهم الأمر إلى إضرام النيران في ساحة المدرسة ومنع التلاميذ من الدراسة في العديد من المرات، ما دفع بمديرية التربية للجوء إلى العدالة ومتابعة المتسببين قضائيا، لكن الوضع ظل على حاله، واحتجاجات أصحاب الأكواخ القصديرية عرفت تصعيدا خطيرا، بعدما أصبحوا يلجأون إلى وضع الأناشيد الوطنية بواسطة مكبرات الصوت وسط ساحة المدرسة، على غرار ما وقع بداية الأسبوع الجاري، حيث عبر المحتجون عن تذمرهم واستيائهم الكبيرين إزاء ما وصفوه بالتماطل في ترحيلهم نحو سكنات لائقة، حيث ظلوا يعيشون ظروفا مزرية منذ عشرات السنين.وفي هذا الإطار، يروي أحد الشيوخ أن إقامة عائلته بالمكان تعود إلى بداية الستينات، فيما تم تشييد المدرسة بداية التسعينات، ما جعلهم يتقاسمون الساحة وفي بعض الأحيان يتقاسمون حتى المراحيض، يحدث هذا في وقت تلقى السكان العديد من الوعود المتكررة من طرف مختلف المسؤولين المتعاقبين على البلدية، لكنها سقطت كلها في الماء، آخرها قرار إدراجهم في قائمة المستفيدين من حصة 30 مسكنا اجتماعيا، لتبقى معاناتهم تشكل واقعا مريرا بالمدرسة، تستدعي تدخلا عاجلا من السلطات لإنقاذ المئات من التلاميذ من آثار هذه الظاهرة الغريبة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات