أسباب انهيار “جند الخلافة” سريعا

+ -

تثير التطورات الأمنية الميدانية على جبهة مكافحة الإرهاب في الجزائر وسقوط تنظيم “جند الخلافة” السريع الكثير من الأسئلة حول سبب الانهيار السريع لهذا التنظيم الإرهابي الذي سارع لمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في الجزائر، لكنه فشل في تنفيذ أية عملية إرهابية كبيرة على مدى 7 أشهر.السؤال الذي يبحث الجميع عن إجابة له هو: “متى وأين ستكون الضربة القادمة لتنظيم “جند الخلافة” ردا على مقتل أميره عبد المالك ڤوري. ومنذ شهر ديسمبر 2014، وبدل انتظار الضربة القادمة قررت المصالح الأمنية المكلفة بمحاربة الإرهاب اعتماد إستراتيجية جديدة لجعل قيادات الإرهاب تركز نشاطها في محاولة استيعاب ضربات الأمن المتلاحقة.

ميزان الرعبيدرك كبار القادة الأمنيين أن الإرهابيين يرغبون في فرض قاعدة “ميزان الرعب” التي تتضمن الرد على أية عملية استهداف لقيادات الإرهاب بعمليات دموية، وهذا ما يفسر، حسب مصدر أمني رفيع، الحرص الشديد لمصلحة مكافحة الإرهاب المشهورة بـ«سكورات” على توجيه سلسلة من الضربات المتوالية ضد ما يعرف بـ«داعش الجزائر” أو “جند الخلافة”، حتى لا يجد الإرهابيون وقتا للتفكير في العملية الدموية التالية. «جند الخلافة” يفقد 16 عنصرا في 7 أشهرأشار تسريب أمني صدر في شهر سبتمبر 2014 إلى أن جماعة “جند الخلافة” تتكون من أعضاء من كتائب الوسط في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقال التسريب الذي لم تؤكده مصادر رسمية إن عدد عناصر هذه الجماعة يتراوح بين 10 و50 مقاتلا، آنذاك. وظهر في شريط فيديو أصدرته الجماعة الإرهابية عدد من الإرهابيين لا يتعدى الـ20، منهم مفتي التنظيم المدعو “عثمان العاصمي”، ثم أكدت تقارير وبيانات الجيش الوطني الشعبي وتسريباته المتعلقة بتصفية قيادات الصف الأول في هذا التنظيم الإرهابي، الذي تبنى في سبتمبر 2014 اختطاف متسلق الجبال الفرنسي هيرفي غوردال، أن جماعة “جند الخلافة” كانت مجرد جماعة إرهابية أقرب في “أدائها الأمني” للهواة، رغم أنها تتكون من إرهابيين عملوا تحت قيادة إمارة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لسنوات طويلة.لكن متابعين للشأن الأمني في الجزائر أكدوا أن “الانهيار” السريع والظاهر لجماعة عبد المالك ڤوري الإرهابية له أسباب موضوعية، تتعلق بالأداء الأمني لها من جهة، وبالجهد الكبير الذي بذله أفراد فرقة “الصيادين” التي باشرت عملية مطاردة الإرهابيين مباشرة بعد اختطاف الرعية الفرنسي هيرفي غوردال. وقال مصدر أمني رفيع إن عدد عناصر جماعة جند الخلافة الذين تم القضاء عليهم أثناء المطاردات منذ منتصف شهر سبتمبر 2014 يفوق الـ16 إرهابيا، منهم 4 إرهابيين تم القضاء عليهم قبل أيام قليلة، كما تم القضاء على أمير التنظيم عبد المالك ڤوري قبل أيام من حلول عام 2015. وتعني لغة الأرقام أن التنظيم إما أن يكون قد فقد كل أعضائه باستثناء 4، أو أنه فقد 40 بالمائة من مجموع أعضائه الناشطين، وهو ما يعني أن الجماعة باتت فعليا خارج اللعبة الأمنية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات