ندوة حول “الشيخ أبوعبد السلام وأثره العلمي والدعوي في الجزائر”

+ -

نظمت مؤسسة الأصالة للدراسات والاستشارات الإسلامية ندوة علمية بعنوان: “الشيخ أبو عبد السلام رحمه الله وأثره العلمي والدعوي في الجزائر”، بحضور شقيق الشيخ المرحوم، واثنين من أبنائه، كما حضرها ناشطون من قرية الشيخ (تمقرة)، ونشطها نخبة من الأساتذة والشيوخ الذين عرفوا الشيخ أو اطّلعوا على سيرته، وهم: د. محمد هندو، رئيس مؤسسة الأصالة، أد. محند إيدير مشنان، أد. عبد الحق ميحي، الشيخ سمير كيجاور، الأستاذ محمد الصالح واشم.وأكد رئيس مؤسسة الأصالة، الدكتور محمد هندو، أن الشيخ كان شخصية جامعة للجزائريين، مشيرا إلى أن هذا النوع من الشخصيات هو الذي يستطيع أن يشكّل عنصر الرمزية والهوية والمرجعية للأمة، ملفتًا إلى أن هذه هي المرجعية التي كانت دائما إسلامية، ومعبّرة عن هوية إسلامية للمجتمع الجزائري.وبيّن الدكتور هندو أن شخصية الشيخ أبي عبد السلام تجسد فيها معنى المشتركات الوطنية بين الجزائريين، هذه القيم المشتركة التي حافظت على اللحمة الوطنية، وجعلت المجتمع الجزائري متماسكًا رغم كل المحن، فمؤسسة الأصالة تدعو إلى تعزيز هذه القيم المشتركة وإبرازها، وإلى العمل المشترك على وفقها.وتطرق الأستاذ الدكتور عبد الحق ميحي إلى قدرة الشيخ أبو عبد السلام على تبسيط العلوم الإسلامية لعامة الناس، وتفرغه التام لهمّ الدعوة والإفتاء، وقدرته على الجمع بين الفقه والدعوة، وأنه لم يكن يستجيب للعصبيات والنعرات مهما كانت، بل كان منهجه منهجا قرآنيا وإسلاميا.من جهته، تناول الشيخ سمير كيجاور خصائص أخرى للشيخ أبوعبد السلام، ومنها: الأدب العلمي الرفيع، والأخلاق العالية، ونظره المقاصدي البعيد، وفقهه لمآلات الأمور، وأنه رغم طول ملابسته وممارسته للتدريس والإفتاء، لم يحدث أيّ فتنة أو شرخ أو صراع بين الجزائريين، منوّها بأنّ قراءة ومعرفة سير الرجال الكبار كان يعدّه السلف خيرا من كثير من العلم.بدوره، لفت الإعلامي محمد الصالح واشم الذي صحب الشيخ مدة 13 سنة، في مئات الحصص التلفزية، والأسفار، والمناسبات، نظر الحضور إلى الجانب التعبّدي عند الشيخ، وأنه لم يكن يترك قيام الليل في سفر ولا حضر، ولا يترك صيام السنن، ولا يترك أوراد الذكر، خصوصا كثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كان شديد التعلق والحب للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان مكثرا من الحج والعمرة، لأمنية كانت في قلبه، وهي أن يتوفّاه الله بالمدينة المنورة، ويدفن في جوار سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.في حين، بيّن الشيخ أ.د. محند إيدير مشنان جوانب من المشوار العلمي والمهني والوظيفي عند الشيخ المرحوم، مشيرا إلى أن هذه الشخصية لم تبرز من فراغ، وإنما من مشوار حافل بالتكوين والتحصيل، ثم بالعطاء، وذكر أنّ الشيخ هو ابن قرية خرّجت العديد من العلماء الكبار، أمثال سيدي يحيى العيدلي، وأوضح كيف أنه كان معلِّمًا ومكوّنًا للمعلّمين والمفتشين، بقدرات عالية، يصعب تعويضها. كما أشار إلى أنّ الشيخ اختار المقام بين بني وطنه، رغم أنّه تيسّرت له الظروف للعيش في الأبراج العاجية البعيدة عن عمق المجتمع ومشاكله، وعدّد خصالا أخرى من خصال الشيخ، كشدة برّه بأمه، وأنه لم يسمعه ولا مرة واحدة ذكر أحدًا بسوء، وغير ذلك من المناقب الكثيرة.كما ازدان هذا المحفل الذي غشيته السكينة وأجواء روحانية عالية؛ بكلمة أخ الشيخ وأبنائه، حيث ذكروا بعض الجوانب العائلية والأسرية التي تخفى على الرأي العام، وكيف أنه تحمّل عبء العمل والنفقة على أسرته منذ صغره، وأنه تأخر التحاقه بالمدرسة لأجل ذلك، وأنه كان أب إخوته قبل أن يكون أب أبنائه.واختتمت الجلسة بتجديد الدعاء للشيخ المرحوم، وتقديم شهادة تكريمية لعائلته، وشهادات تكريمية للأساتذة الحضور، مع الدعاء أن يخلف الله الأمة في علمائها خيرا.عبد الحكيم ڤماز1

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات