جرت العادة أنه كلما حل شهر شعبان بولاية تلمسان، وإلا تتحول مدينة مغنية قبلة لكل العائلات القادمة من مختلف ولايات الوطن لاقتناء توابلها التي تحدث شهرتها حدود الوطن ويشم قاصد المدينة انتشار روائح هذه العطور الطبية والغذائية.
حيث تعرف المدينة الحدودية انزالا كبيرا للمواطنين الذين ألفوا شراء هذه التوابل التي تتميز بمذاق فريد من نوعه أضحى يستهوي العائلات الجزائرية، وحتى من خارج الوطن عندما يقوم المغتربون بزيارة أهاليهم في الصيف، فلما تنقضي عطلتهم يصطحبون معهم هذه التوابل.
وكلما اقترب موعد شهر رمضان الكريم، إلا وغزت روائح التوابل والبهارات محلات وأسواق مدينة مغنية وأخذت بذلك قدر من الأهمية وسط سكان الولاية خاصة الفئة النسوية على وجه الخصوص وحتى الزوار. حيث يلاحظ وعلى مدار شهر شعبان تهافت النسوة وحتى الرجال يحملون في أيديهم أوراق عليها أنواع التوابل المراد شراؤها على محلات التوابل والبهارات الكثيرة الموجودة ولا سيما الموجودة بالسوق المغطاة أو الشارع المقابل لهذه السوق لشراء الأعشاب المعطرة بمختلف أنواعها في مقدمتها ما يسمى برأس الحانوت وهو مزيج من مختلف الأنواع، الفلفل الأسود، الحلو، القرفة، القرنفل، الكمون، الزنجبيل، الزعفران والبقية. وهذا لما تقدمه هذه الأخيرة من خدمة في تزيين الأطباق والأكلات الشعبية الجزائرية خلال الشهر الفضيل وترفع من شهيتها، لاقتناء هذه التوابل والبهارات. ويظهر ذلك من خلال توافد الحافلات المرقمة بترقيم الكثير من الولايات الأخرى عبر رحلات وخرجات يستغلها راكبوها في اقتناء التوابل من أسواق مغنية الولاية المنتدبة رغم أن هذه الأخيرة عرفت هذه السنة ارتفاعا محسوسا في أسعارها مقارنة بالسنوات الماضية، حيث أرجع صاحب محل لبيع التوابل بمغنية أن أسعارها عرفت بسبب الارتفاع الذي عرفته في السوق العالمية، حيث يتم استيرادها من البلدان الآسيوية وأمريكا اللاتينية من جهة أخر." على حد قوله. وبخصوص كثرة التهافت عليها قال مرة أخرى "نحن نقوم بطحنها داخل محلاتنا وهي لا تزال تحتفظ بروائحها الجميلة فنحن نعرف زمنها الذي تكون فيه لا تزال تحتفظ بقيمتها الغذائية ، والحقيقة أنه كلما اقترب شهر الصيام ولا سيما في شعبان تنزل عليها وفودا من النساء والرجال من كل أنحاء الوطن لشراء هذه التوابل ".بينما تقول سيدة من أحدى الولايات الوسطى" لا يطيب لنا الجلوس على مائدة رضمان دون أن تكون توابل مغنية حاضرة ،لقد اعتدنا على اقتنائها كل سنة ،إذ نحل على مدينة مغنية خصيصا من أجلها ،فهي تعطي للحريرة أو الشربة نكهة خاصة لا يممكن الاستغناء عنها، فهي موجودة عندنا ولكن لتوابل مغنية ذوق خاص ونوعي خاصة وأنها تطحن عند أصحاب المحلات ولم تكن قدر مر عليها وقت طويل لأن ذلك يفقدها رائحتها ومذاقها الجميل و أنها متوفرة وبكثرة ، ضف أن هناك توابل لم نكن نعرفها من قبل". في حين تفضل بعض العائلات شراء هذه التوابل غير مطحونة عبارة عن أعشاب فتقوم بتجفيفها ونزع ما لحق بها من شوائب ب قبل طحنها بنفسها، وبذلك تكون أقل سعرا من التي يبيعها التاجر مطحونة.