38serv

+ -

  شدّت انتباهي صور من الجزائر في شهر رمضان لهذا العام (1444هـ) جابت العالم، لثلاثة أئمة أساتذة ودكاترة جعلت كل جزائري يحس بالفخر والاعتزاز لانتمائه لهذا الوطن الغالي ولهذه الأمة العظيمة التي شرّفها الله سبحانه وتعالى بحمل راية الإسلام والدعوة إلى هذا الدين بالحكمة والموعظة الحسنة.

يقول أحد العلماء المعاصرين في أبناء الجزائر: “إن علماء الجزائر الأجلاء -رحمهم الله- على نهج القرآن سائرون، وبدين الله تعالى متمسكون، وبقلوبهم وجوارحهم وعقولهم يرجون رحمة الله تعالى ويخافون عذابه”. ونحن في هذه المقالة نعرّف بهؤلاء الأئمة الثلاثة ونذكر أعمالهم، ليكونوا قدوة صالحة للشباب في هذا العصر الذي كثرت فيه الموبقات بشتى أنواعها.

الشيخ وليد مهساس هو إمام وخطيب ومقرئ، يؤم الناس في صلاة التراويح بمسجد أبي بكر الصديق في حي 12 هكتار بولاية برج بوعريريج شرقي الجزائر. وبسبب قطة تسلقت على كتفه أثناء إمامته لصلاة التراويح، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بهذه اللقطة الرائعة، فيما فُردت لها مساحات واسعة لتتزيّن بهذا المشهد الذي اجتذب الملايين، وكان بطله هذا الإمام الجزائري الذي تمكّن برفق أن يعكس المعنى الحقيقي للرحمة والحنان.

إن حادثة القطة والإمام الجزائري جمالها أخَّاذ، ورسالتها عظيمة، وآثارها ماضية وفق مشيئة الله وأقداره، وهي رد على الذين يشوّهون سير وأدوار الخطباء والفقهاء والعلماء في مقالاتهم الباطلة، ومسلسلاتهم الهابطة: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}، {وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر}.

هذه اللفتة النورانية تبيّن أن الرافع هو الله وحده، والخافض هو الله وحده، والمعز هو الله وحده، والمذل هو الله وحده. قال الله تعالى: {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال}.

وإزاء هذا المشهد تفاعل الملايين، ليس فقط في المحيط العربي أو دول شمال إفريقيا، ولكن مواقع وصحف عالمية تناولت هذه اللقطة، ومن بينها: بي بي سي، سي إن إن، رويتز، آبي بي سي نيوز، وتفاعل معها النشطاء حول العالم ممن أكدوا على نُبل الشيخ وليد مهساس في تعامله مع هذا الموقف.

لقد أراد الله تعالى بهذا المشهد الإنساني من الشيخ وليد المتواضع الخاشع المتمكن من تلاوته وحفظه أن يرفع ذكره، وأن تصل آية من آيات الله إلى مئات ملايين البشر للاستماع إليها، حيث تجاوزت متابعات فيديو الشيخ وليد والقطة مليار و600 مليون مشاهدة خلال يوم واحد، فسبحان الله على قضائه وقدره.

ومع الشيخ وليد مهساس، فقد احتل القارئ الشاب عبد العزيز سحيم المحتوى الرائج بمنصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، بعد الصدى الواسع الذي تلقته تلاوته للقرآن في هذا الشهر الكريم، حيث أثنى العديد من روّاد التواصل بصوت عبد العزيز سحيم الذي سحر قلوب الملايين في الجزائر، ووصل صداه إلى المنطقة العربية. وحرصت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بعجمان بالإمارات، عقب مشاهدة فيديوهاته، على توجيه دعوة رسمية له لإمامة الناس في صلاة التراويح في الأيام الأخيرة من الشهر المبارك.

القارئ عبد العزيز سحيم هو فارس من فرسان الجزائر، أبهر الجميع بتلاوته للقرآن الكريم، وُلد في المسيلة بالجزائر، يبلغ من العمر 25 عامًا، يدرس في كلية العلوم الإسلامية بجامعة المسيلة، حاصل على عديد الألقاب في مسيرته، نذكر منهم: لقب تاج القرآن الكريم 2022، ولقب مؤذن تاج القرآن 2022، ولقب قارئ ولاية المسيلة 2020، ولقب قارئ الجامعة 2021. لقد سحر الفتى قلوب الناس بحنجرته الذهبية، من خلال ترتيله لآي القرآن الكريم.

وثالث النماذج التي أدخلت الفرح والسرور على قلوبنا إمام جزائري يدخل قرية كاملة للإسلام في إفريقيا مالاوي، فلقد تناقلت الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي أن قرية كاملة بدولة مالاوي تعتنق الإسلام على يد الإمام الجزائري محمد سعيد لخضري، في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.

‏والدكتور والإمام الجزائري محمد سعيد لخضري ابن ولاية بجاية الذي بفضله أسلمت قرية كاملة؛ وقد تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي قصة الإمام الجزائري، واستحسنوا الخطوة وأثنوا عليها وعلى النتائج التي حققها هذا الإمام بمجهود فردي.

إن الدعوة إلى الله شأنها عظيم، وفضلها كبير، قال تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}.

ويكفي الدعاة فخرا وخيرية أن تسببهم في الهداية خير مما طلعت عليه الشمس وغربت، قال عليه الصلاة والسلام: “.. فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حُمُر النَّعم”، وفي رواية: “خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت”. ولا شك أن الله تعالى يخبئ لهم الأجر الوفير، كما جاء في الحديث: “من دلّ على هدى كان له من الأجر مثل أجر من تبعه إلى يوم القيامة”.