رثاء أسرة "الخبر" في فقيدها عبد القادر بن زرقة

38serv

+ -

         

مفجوعون اليوم على أخينا وليس زميلنا

أكثر من أربعين يوما ونحن نتابع حالتك الصحية، وكلنا أمل أن تطل علينا ببراءتك وعفويتك، قائلا "صباح الخير"، لتلتحق بمكتبك بكل جد وتفان في العمل.. لكنك لم تعد... لم يخطر ببالنا أن تفارقنا بهذه السهولة، فبنيتك القوية أبعدت كل الشكوك بعدم نجاح العملية.. نكتب الآن وأنت حاضر في كل أرجاء المكتب تسأل "كاش ريزيلتا"، وأنت تساعد في تنظيم مناسبات سارة بالمكتب، وأنت تحمل ابنك يوسف، وكلك فخر بأنه لا يذهب عند أحد غيرك، كم هو مرّ الفراق، نكتب هذه السطور بعيون دامعة وقلوب حزينة، إلا أننا مؤمنون بقضاء الله وقدره وبأنك عند الرحمان الرحيم... فصبّر الله قلوبنا في فقدانك.

آمال

 

نم قرير العين خويا عبد القادر

لقد عرفتك يا أخي عبد القادر يوم اشتغلت في جريدة "الجمهورية"، وحينها أحببتك، وزاد تعلقي بك حين التحقت بنا في يومية "الخبر"، وعشت معي رفقة الزملاء زهاء عشرية ونحن نتقاسم في قاعة التحرير حلونا ومرنا، أحزاننا وأفراحنا، واليوم غادرتنا في ريعان شبابك بعد أن قضى الله قدره المحتوم، رحيلك نزل علي كالصاعقة فأفقدني كل شيء حتى نفسي، ما عساني أن أقول سوى أن أترحم على روحك فرحمك الله وطيب ثراك، وجعلك من أهل الفردوس الأعلى، وألحقنا بك مسلمين طائعين.

محمد بن هدار

 

"مفجوع لفراقك.. وداعا أخي عبد القادر"

رحمك الله زميلي وأخي وصديقي عبد القادر.. وأسكنك الفردوس الأعلى.. كم أنا حزين على فراقك الأبدي.. لقد فقدت فيك روح الشباب ورمزا من رموز الحيوية والنشاط بمكتبنا الجهوي بوهران، وأنت الذي كانت مكالماتك الهاتفية تشعرني دوما بالأمل.. كنت دائما حريصا على أن نقدم مهنيا الأفضل إيمانا منك ربما بأننا الأقرب إلى تحقيق ذلك..

كانت عقارب الساعة تشير صباح الأربعاء إلى حدود 11 و36 دقيقة عندما سقط خبر وفاتك كالصاعقة على رأسي وأنا الذي كنت أداوم على سؤال الإخوة من مكتب وهران على وضعك الصحي.. تيقنت حينها بأن هاتفي لن يستقبل اتصالا منك وأنت الذي كنت تشرف على التنسيق بين زملاء التحرير في القسم الرياضي ومكاتب الجهة الغربية حتى تكون المادة الصحفية ثرية وفي مستوى تطلعات القراء...

تيقنت يوم عيد الفطر بأنك في وضع لا يسمح بالرد على رسالة التهنئة التي دونتها لأجلك حتى أرفع بعض الشيء من معنوياتك، وهو ما جعلني أتألم في صمت لحالك بعدما كنت خلال السنوات الماضية المبادر إلى تهنئة المقربين من الأصدقاء والزملاء. سأتذكر دوما خفة الروح فيك وقهقهاتك التي لن يفارق صداها أذني.. سأتذكر أيضا ما حييت عبارة... "ميلود شوف كي دير.. دبر راسك.. راني حاصل.. خاصنا المادة.. رضا عباس راه يستنى".. عفوا... "دموعي غلبتني".

من شأن رثائك أن "يلتهم" صفحات وصفحات.. كيف لا وأنت الذي يحبك الكبير والصغير والكثير من الزملاء وحتى اللاعبين ورؤساء الفرق والأنصار والكثير الكثير من محبي فريق قلبك "مولودية وهران" الذي كنت تأمل أن تراه وهو يوضع بين أياد آمنة حتى لا تتكرر مهازله ولا يبقى لقمة سائغة تتقاذفها الألسنة والأرجل.

سيدي بلعباس ستتذكرك حتما عبر زملاء يعتبرونك فردا منهم ومن أبناء جلدتهم، حالها حال وهران والمكتب الجهوي لمؤسسة "الخبر" الذي سيفتقدك إلى الأبد بعدما كنت واحدا من ينابيعه الحية التي لا تجف.

نعزي أنفسنا قبل أن نعزي عائلتك الكريمة الكبرى والصغرى في هذا المصاب الجلل... سيحتضنك القبر صديقي بعد تعب وصراع مرير مع المرض... رحمك الله يا غالي وأسكنك فسيح جنانه وجعل قبرك روضة من رياض الجنة..... وداعا أخي.

المختار ميلود.. صحفي مكتب سيدي بلعباس

 

وداعا يا صاحب القلب الكبير

عجزت عندما أهممت بأن يكون لي رثاء في أخي وصديقي عبد القادر رحمه الله الذي غادرنا إلى دار البقاء، أن أكتب عنه وهو يغادرنا إلى الأبد، حيث اختلطت علي العبرات بالعبارات لهول الفاجعة. ولو أن الموت حق. ما عساني أن أقول في أخي الذي عملت معه في "الخبر" أين عرفت فيه حبه في عمله وحرصه الدائم على تقديمه في أفضل صورة عرفت فيه سعة الصدر والخاطر، لم ينطق مرة واحدة بكلمة دغدغ بها خاطري، رغم تقصيرنا في بعض المرات. كان يتعب لنرتاح.. لقد كان آخر عمل لي معه قبل يومين من دخوله المستشفى لما طلب مني تحضير موضوع عن شبيبة الساورة، فلبيت طلبه فقال بارك الله فيك.

سنفتقدك يا عبد القادر أبا يوسف كلما طالعنا جريدة "الخبر"، كلما كتبنا. نم يا حبيبي قرير العين سنظل نذكرك، سنظل نحبك سنظل نتكلم عن خصالك الحميدة وعن طيبة قلبك. وداعا يا من أحبه الجميع، الله يرحمك ويوسع عليك في قبرك، نسأل الله أن يبدل محبتك عند أهلك صبرا إنا لله وإنا إليه راجعون.

ع. بن شادلي

 

عبد القادر.. الأثر الجميل والذكريات الطيبة

من طقوسه اليومية كلما دخل للمكتب، يروي لي حكاياته مع ابنه يوسف "المازوزي" مستظهرا صوره ومغامراته التي ملأت حياته. رحل وتركني وحيدا في المكتب بعد خروج بقية الزملاء للتقاعد، لا أحد يسألني وأسأله عن المقالات وآخر أخبار المولودية الوهرانية التي كان يعشقها حتى النخاع. في آخر ليلة عندما زرته في مصلحة الإنعاش، أياما قبل أن تسوء حالته، ضحك عندما رويت عليه نكتة وشد بقوة علي يدي. غادرت المصلحة والغجر وتغمرني لتحسن حالته اقتراب موعد خروجه والعودة لأحضان عائلته الصغيرة والكبيرة في المكتب. لكن دوام الحال من المحال توالت الأخبار السيئة يوما بعد يوم، لكن بقينا متمسكين ببصيص أمل طامعين في رحمة الله الواسعة في استعادة عافيته المعهودة والوقوف مجددا على رجليه ولم لا لعب مقابلة في كرة القدم، لكن الأجل كان أسرع ليخطف منا أخا لم تلده أمي ويرحل للدار الباقية بعد مسار في مهنة الصحافة مملوء بالأثر الجميل والذكريات الطيبة.

إنا لله وإنا إليه راجعون وألف رحمة على روحه الطاهرة وألهم ذويه الصبر والسلوان. 

جعفر بن صالح