"الخبر" مسار برصيد مهني يمتد لأكثر من ثلاثة عقود

38serv

+ -

تحتفل "الخبر" اليوم بالذكرى الـ33 لتأسيسها الذي يصادف برمزيته احتفالات ذكرى ثورة التحرير، وذلك بتاريخ الفاتح من شهر نوفمبر 1990. وتحتفظ الجريدة منذ ذلك التاريخ برصيد مهني، وهي تصبو دائما إلى الأفضل والأحسن وإلى ضمان ريادة بين الصحف الأكثر مقروئية عند الجزائريين. لطالما كان حرص العاملين في جريدة "الخبر"، في سياق مغامرة فكرية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، على تقديم عصارة أعمالهم، من أخبار ومتابعات وتحاليل وملفات، دون أن تتأخر عن موعدها المنتظم الذي كانت تحل فيه بين أيدي قرائها، وتمارس بذلك وظيفتها الإعلامية، بأصنافها المتعددة والمختلفة، من الجانب الخبري، إلى الاستقصاء الميداني فالتحليل كشفا لوجوه وإجلاء لحقائق. وانطلاقا من مبدأ أن "حاجة الإنسان إلى الإعلام مثل حاجته إلى الأكل والشرب"، وفق مقاربة المؤرخ الفرنسي المختص في الصحافة والإعلام بيار ألبير، على أساس غزيرة حب الاطلاع ومعرفة ما يجري، فإن "الخبر" حرصت على خدمة قرائها من خلال تزويدهم بأخبار من مختلف مجالات الحياة، إيمانا من القائمين عليها بأن ما تقوم به بانتظام هو نشاط فكري الغرض منه هو إعلام المجتمع أو تنويره بقدر من الصدق والمصداقية، لبناء علاقة ثقة مع القراء. وقد تم تشكيل وهندسة ذلك عبر سنين طويلة من تغطية الأخبار بمعايير صحفية متميزة وإتاحة الفرصة للكتاب والخبراء والأخصائيين للتعبير عن آرائهم المختلفة في الصحيفة، يضاف إلى ذلك إعادة بلورة وصياغة وابتكار محتوى الأخبار، من خلال السعي إلى صناعة الأخبار وعدم الاكتفاء بنقلها جامدة، لتبرز بذلك أهمية المحتوى الحصري من حوارات مباشرة وتحقيقات ميدانية وربورتاجات وغيرها من صنوف العمل الصحفي والإعلامي.

ومن خلال رصيدها المتراكم فإن "الخبر" شاهدة على التحولات التاريخية بل مثلت أرشيفا مهما يمكن أن نطل منه على تاريخ مهم ومحطات أهم في مسار يمتد على مدى العقود الثلاثة الماضية، سواء أكان ذلك وطنيا أو دوليا، رغم العقبات والتحديات التي لازمت تطورات المشهد الإعلامي مع بزوغ الثورات الرقمية والتكنولوجية التي أنتجها العالم المتطور وانتشار الإعلام الرقمي، لتقتص من نصيب الصحف المطبوعة جزءا غير يسير من مقروئيتها، إلى حد بات القول السائد هو أن عهد الصحف الورقية سيطوى مثلما طوي عهد القطار البخاري.

ومع ذلك فقد ظل الاجتهاد قائما، مع تجديد المحتوى وتنويعه، حيث اجتهد القائمون على يومية "الخبر" في التفكير في توفير فضاءات إعلامية تتكيف مع مستجدات الطلب الإعلامي المتنوع، خاصة في الميدان الاقتصادي والاجتماعي، فضلا عن كونها فضاء للعديد من الإبداعات الفكرية والثقافية وتنويع المحتوى، إيمانا بضرورة تقديم الأفضل، على أساس أن هذه الصحافة اكتسبت نوعا من المناعة بتكيفها حين اجتاحها التلفزيون وقبله الإذاعة وبعدهما الإعلام الرقمي، ووفقا للرسالة السامية التي تمثلها الصحافة التي قال بشأنها توماس جيفرسون، الذي يعد أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة والكاتب الرئيسي لإعلان الاستقلال (1776) وثالث رئيس للولايات المتحدة (1801–1809)، "عندما تكون الصحافة حرة وكل شخص قادرا على القراءة إذا كل شيء آمن".