علماء الجزائر يؤسسون الهيئة العليا لإعانة فلسطين

38serv

+ -

بعد الإعلان عن قيام دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين في 15 ماي 1948، عمل علماء الجزائر على تأسيس الهيئة العليا لإعانة فلسطين، بهدف إنجاد فلسطين، حيث المسجد الأقصى أولى القبلتين. وتكوّنت الهيئة من أربعة من رموز النضال الجزائري؛ وهم بالإضافة إلى الشيخ محمد البشير الإبراهيمي الذي كان رئيسا لها، السيد عباس فرحات كاتبا عاما (أمينا عاما)، الشيخ الطيب العقبي أمينا للمال (أمين صندوق)، والشيخ إبراهيم بيوض نائبا للرئيس.

ثم تكوّنت لجنة تنفيذية للهيئة في العاصمة الجزائرية من عدد من رموز الفكر والثقافة الجزائريين والشباب الذين عملوا على نشر الوعي بالقضية الفلسطينية في الجزائر، وفي عموم العالم العربي والإسلامي، من خلال إرسال برقيات إلى جامعة الدول العربية، والحكومات في العالم العربي والإسلامي، للمطالبة بتحرك جماعي في مواجهة ما يحدث في فلسطين خلال الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى.

وقد نشر العلاّمة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي بعنوان “الهيئة العليا لإعانة فلسطين”، ونشر في العدد الحادي والأربعين من جريدة “البصائر” بتاريخ 21 يونيو 1948، وهو أقرب إلى بيان تأسيسي يعرض فيه الملابسات التي أحاطت بتشكيل هذه الهيئة في الجزائر. وأكد على أنه برغم كل الظروف التي كانت تحياها بلاده في ذلك الحين، مع وجود الاستعمار الفرنسي هناك، ووجود قوى سياسية وحزبية موالية له في الجزائر تعرقل عمل الوطنيِين من أبناء هذا الوطن العربي المسلم؛ فإن الجزائريين أرادوا الاستجابة من خلال تأسيس الهيئة إلى الظروف التي تمر بها فلسطين في ذلك الوقت، بعد إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.

كما نشر الشيخ الإبراهيمي مقالا آخر بعنوان “كيف تشكلت الهيئة العليا لإعانة فلسطين؟”، ونشر في العدد الثاني والخمسين من جريدة “البصائر” بتاريخ 11 أكتوبر 1948، وفيه يشرح الملابسات التي أحاطت بتكوين الهيئة، والبواعث التي دفعته إلى قيادة الجهد إلى ذلك، وهو يعتبر مقالا تفصيليا للبيان السابق الذي أعلن فيه عن تأسيس الهيئة.