+ -

قدم رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وليد صادي خلال الكلمة التي توجه بها لأعضاء الجمعية العامة لـ"الفاف" اليوم عرضا شاملا حول الوضع المعقد الذي وجد عليها الهيئة الكروية عند استلامه مقاليدها في سبتمبر من العام الماضي بسبب مشاكل ارتفاع كتلة الأجور والمديونية وقضايا نزاعات اللاعبين التي وصلت أروقة "الفيفا" كما قدم تصوره والمكتب الفدرالي لمعالجة والتكفل بهذه الاختلالات.

وجاء في كلمة الرئيس صادي ما يلي:

بنهاية العام الثالث من العهدة الأولمبية 2020 - 2024، سيسجل تاريخ الاتحاد الجزائري لكرة القدم حالة غير اعتيادية، تبعاً لعدم الاستقرار المستمر الذي تسببت فيه مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي أثرت سلباً على الساحة الكروية، وهذا ما يفسر أنه منذ بداية العهدة الحالية الأولمبية، تعاقبت ثلاثة مكاتب فيدرالية على تسيير الاتحاد الجزائري لكرة القدم ، وهو الأمر الذي دون شك أسهم في الوضعية الحالية لكرة القدم الوطنية ولا يسمح بالتطور المنشود لها. فعلى سبيل المثال، بعد خروج المنتخب الوطني من التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2022، استقال الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم السيد عمارة شرف الدين من منصبه، وعقب ذلك تم عقد جمعية عامة انتخابية أسفرت عن انتخاب السيد زفيزف عبد الوهاب جهيد، الذي استقال أيضًا بعد مرور عام واحد فقط بعد مشاركته في الجمعية العامة الانتخابية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وفي 21 سبتمبر 2023، تم تنظيم جمعية عامة جديدة بحضور ممثلي الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وتم انتخاب السيد وليد صادي للفترة المتبقية من العهدة 2023/ 2024.

جدير بالذكر أن الأولوية في العمل تركزت بشكل أساسي على استقرار  الاتحاد وضمان استمرارية الأنشطة، بما في ذلك مباشرة الموسم الرياضي 2023/2024  وضمان إعداد جيد للفرق الوطنية للمنافسات الدولية، بالإضافة إلى الإعداد للأحداث الدولية، و أيضًا التخطيط لأهم محاور النهوض و تحضير المحاور الاستراتيجية لإعادة بناء كرة القدم الوطنية، من خال الإصلاحات التي ننفذها حاليًا. التي نحن بصدد تنفيذها تدريجيًا والتي حتمًا سوف تستمر مع مرور الوقت على المدى الطويل. بشكل عام، يكون وضع الهيئة الاتحادية في نهاية السنة المالية 2023 موصوف على النحو التالي:

- ضعف في أداء الهياكل الدائمة : في ظل عدم وجود هيكل تنظيمي يحدد بوضوح مهام وأدوار كل طرفٍ، بالإضافة إلى وجود عددٍ كبيرٍ من الموظفين الذين لا يحملون وظائف فعالة مع كتلة أجور مرتفعة.

- وضع مالي هش مع مستوى عالٍ جدًا من الديون، على الرغم من عدم وجود جرد لأصول الاتحاد المنقولة وغير المنقولة، وهو أمر لم يتم إنجازه منذ سنوات.

- عدم وجود استراتيجية تطوير واضحة المعالم، خاصةً للاعبين الشباب وكرة القدم للهواة، وحصر عمل المديرية الفنية الوطنية إلى هيكلة بسيطة تعمل كجهاز إداري رياضي بدون أهداف، وغياب اللجنة التقنية كما هو منصوص عليه في الأنظمة.

- نظام منافسة متقادم تمامًا ينتج عنه نزاعات لا نهاية لها, لا ينتج ما يكفي من رياضيي النخبة ولا يُحتمل مالياً من قبل أندية كرة القدم و الرابطات.

- مئات المليارات من النزاعات المالية بين اللاعبين والأندية، والتي نتج عنها عقوبات رياضية من الغرفة الوطنية لتسوية النزاعات و الاتحاد الدولي لكرة القدم والتي كان من الممكن أن تتسبب في توقف البطولات، أو حتى معاقبة منتخبنا الوطني, لولا دعم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون لحل هذه النزاعات.

هذه كلها نقاط ضعف يجب التكفل بها بجدية من خال تنفيذ برنامج إصلاحي حددناه في برنامج الرئيس وليد صادي بالرغم من صعوبة المهمة وتعقيدها فإن الاتحاد يتطلع بالفعل إلى المستقبل بثقة والتزام وتصميم. إن العزيمة التي تم الشروع فيها لإكمال هذه الورشة الضخمة، مع تعددها يتطلب قدرًا كبيرًا من الجهد والوقت والالتزام من جانب جميع الأطراف المعنية والفاعلين بكرة القدم.

ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها بالفعل لتعزيز قدرة الاتحاد على الإنجاز، تشمل:

- تجسيد هيكل تنظيمي للهياكل الدائمة للاتحاد.

- تحسين الوضع المالي من خلال تقليل نفقات التسيير وتوقيع عقود رعاية جديدة، بالإضافة إلى جهود سداد الديون.

- تسوية النزاعات المرتبطة ببرنامج الفيفا/ فوروارد المتعلق بمشروع إنشاء المركز التقني الجهوي في تلمسان وأعمال تجهيز المركز التقني الوطني بسيدي موسى.

- تسوية النزاع المتعلق بالديون المترتبة عن تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية 2023 لأقل من 17 سنة. وبالإضافة إلى ذلك، تتم معالجة الديون المتعلقة بتنظيم بطولة CHAN 2022 على مستوى وزارة الشباب والرياضة.

شهد العام 2023 تنظيم الجزائر لحدثين قاريين هامين وهما بطولة إفريقيا للأمم للمحليين وكأس الأمم الإفريقية أقل من 17 سنة، ورغم أنهما أظهرا صورة جيدة عن قدرات بلدنا في التنظيم، إلا أنهما تركا آثارًا سلبية على الصعيد المالي، مما أثر على مصداقية الاتحاد الجزائري لكرة القدم أمام مورديه.

يجب إبلاغ أعضاء الجمعية العامة بأن الاتحاد الجزائري لكرة القدم تعرض لمهمة تفتيش قامت بها المفتشية العامة للمالية خال الربع الأخير من عام 2023 ، وقد اكتشفت تجاوزات كبيرة في الإدارة المالية للاتحاد، وجاري معالجتها من قبل الجهات المعنية في الدولة.

من خلال هذا العرض أود أن أناشد جميع الفاعلين في كرة القدم الوطنية وأن أطلق نداءً لجميع فاعلي كرة القدم الوطنية للانضمام إلى جهودنا لمواجهة التحديات المستقبلية وجعل كرة القدم وسيلة حقيقية للتماسك الاجتماعي والأمل للأجيال الجديدة من لاعبي كرة القدم.