السبسي يواجه ثلاثة تحديات ومخاوف على الحريات

+ -

 يواجه الرئيس التونسي الجديد الباجي قايد السبسي الذي سيؤدي اليمين الدستورية الأربعاء المقبل، تحديات عدة على أكثر من صعيد سياسي وأمني واقتصادي، لكن جهات كثيرة في تونس لا تخفي مخاوفها بخصوص احترام الحريات وحرية الصحافة، وعودة منظومة الضغوط والإكراهات المسلطة على الصحافة التي كانت سائدة في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.في أبرز تحديات المرحلة المقبلة بالنسبة للرئيس السبسي، تأتي إعادة ترشيد العلاقات الخارجية الإقليمية والدولية لتونس، باتجاه دول الجوار كالجزائر وليبيا، وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى دول الخليج، بعد فترة شهدت فيها السياسة الخارجية لتونس حالة من الشد والجذب والتوتر مع عدد من الدول، وسيتعين على السبسي سحب تونس من سياسة الأحلاف والمحاور التي اندفعت إليها خلال حكم الترويكا، إذ انحازت تونس إلى الحلف التركي الخليجي ضد سوريا، وأقدم الرئيس التونسي المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي على إغلاق سفارة سوريا في تونس وطرد طاقمها، واحتضان مؤتمر أصدقاء سوريا في فيفري 2012، إضافة إلى تصحيح العلاقة مع الجزائر التي ظلت مترددة في علاقتها مع تونس بسبب سياسات تونس المناقضة لسياسات الجزائر الداعية إلى الحوار بين فرقاء الأزمة السورية، وانحيازها إلى المحور التركي القطري على حساب المحور الإماراتي السعودي فيما يتعلق بالأزمة المصرية، ومحاولة القفز على طبيعتها الجغرافية للعب دور على المستوى المغاربي، عبر دعوة الرئيس المرزوقي إلى قمة مغاربية في مدينة طبرقة في أكتوبر 2013.ثاني التحديات التي تواجه السبسي تطبيع الحياة الاجتماعية والاقتصادية بعد الظروف الصعبة التي شهدتها البلاد، خاصة مع الارتفاع الكبير لأسعار الخضر والمواد الاستهلاكية، فأسعار اللحوم ارتفعت إلى أكثر من 100% مقارنة مع سعرها السابق، كما ارتفعت أسعار الوقود والخبز والحليب، وانعكس ذلك على القدرة الشرائية للمواطنين، ويتعين على السبسي الذي يحوز حزبه رئاسة الحكومة العمل على استقطاب الاستثمارات الأجنبية لتوفير مزيد من الوظائف ومناصب الشغل، وإنعاش الحركية السياحية بعد ركود سياحي كبير، بسبب عدم الاستقرار السياسي والأمني في بالبلاد.ويطرح الملف الأمني نفسه بشكل حاد على سياسات الرئيس التونسي الجديد، إذ تشكل المسألة الأمنية الهاجس الأكبر بالنسبة للتونسيين، خاصة مع التوتر الحاصل في ليبيا، وحرب البوابات بين الميليشيات الليبية، وانتشار السلاح المهرب إلى داخل تونس، ويتخوف التونسيون أن يؤثر استمرار الهاجس الأمني على مداخيل السياحة والاستثمارات الأجنبية، وجاء تلميح السبسي إلى إمكانية طرح مبادرة للعفو عن “الشباب الخارج عن الطريق”، في سياق طرح أدوات جديدة لمعالجة هذا الملف إلى جانب المعالجة الأمنية.لكن السبسي لا يمثل بالنسبة للكثير من التونسيين رجل المرحلة لمعالجة الملفات السالفة، لكن انتخابه يثير أيضا مخاوف عدة أطراف إعلامية وحقوقية بشأن الحريات وحرية الإعلام، إذ يعرف عن السبسي علاقته المتوترة مع وسائل الإعلام، خاصة رفضه للانتقادات التي توجه له بها صحفيون في عدة مناسبات، كما يثير تواجد عدد من الوجوه المحسوبة على النظام السابق مخاوف حقيقية من عودة منظومة القمع والترهيب لما قبل 14 جانفي 2011.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: