صورة: "الخبر"
+ -

قرر الرئيس بوتفليقة، حسب مصدر عليم، تكليف الجيش للإشراف على الوضع الأمني المتدهور في غرداية، الذي خلف، منذ ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، 4 ضحايا، 3 منهم قتلى في مشادات تواصلت طيلة نهار أمس.فيما توفي شيخ يبلغ من العمر 80 سنة اختناقا بالغاز المسيل للدموع.وصلت إلى مطار غرداية، حسب مصدر عليم، طائرات عمودية عسكرية، فيما وصلت تعزيزات من قوات المشاة إلى ثكنات عسكرية في غرداية وضاية بن ضحوة. اجتمع قائد الناحية العسكرية الرابعة، اللواء شريف عبد الرزاق، بقيادات أجهزة الأمن في غرداية، ثم تنقل إلى بريان، مساء أمس الثلاثاء، للوقوف على حقيقة الوضع الأمني في المدينة التي شهدت أعمال عنف بالغة الخطورة استعملت فيها أسلحة نارية تقليدية.وقال مصدر مسؤول من ولاية غرداية إن الرئيس بوتفليقة أعاد تكليف قائد الناحية العسكرية الرابعة للإشراف على الوضع الأمني في غرداية لـ3 أسباب: الأول ارتفاع عدد الضحايا ثم استعمال أسلحة نارية بدائية وغلق الطريق الوطني من قبل ملثمين في بريان.وقد بلغ مجموع عدد ضحايا أعمال العنف الطائفي بين ليلة الإثنين إلى الثلاثاء وأمس الثلاثاء 4، منهم شيخ مسن فارق الحياة في الڤرارة، متأثرا باستنشاق الغاز المسيل للدموع، كما أصيب ما لا يقل عن 55 آخرين منهم 14 رجل أمن، وتعرضت سيارات وشاحنات للتخريب والحرق في الڤرارة وبريان بغرداية، ليلة ويوم الثلاثاء، فيما أوقفت الشرطة والدرك 14 شخصا.وشهدت مدن الڤرارة وبريان مواجهات تعد الأعنف منذ اندلاع أعمال العنف الطائفي في غرداية قبل 20 شهرا، بحصيلة ضحايا تعد الأثقل بتسجيل 4 وفيات منهم شيخ توفي متأثرا باختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع في الڤرارة، كما قتل ضحية ثان إثر إصابته بعيار ناري، وقتل الثالث، ويبلغ من العمر 18 سنة، بعد تعرضه لعدة طعنات في الصدر، وأصيب الضحية الرابع بكسر في الجمجمة. فيما قالت مصادر من مستشفيات الڤرارة وبريان وغرداية إن 5 جرحى على الأقل في حالة خطيرة.وطلب أعيان من غرداية من وزير الداخلية تجسيد وعده الذي قطعه قبل أيام قليلة في المدينة بالتصدي بكل قوة لأعمال العنف ومثيريها والمحرضين عليها، وأشاروا إلى أن التواجد الأمني الكبير في غرداية لم يوفر الأمن للسكان بسبب التعليمات التي تمنع وحدات التدخل من استعمال القوة المفرطة، في وقت يحمل فيه عشرات الأشخاص في بريان والڤرارة أسلحة نارية بدائية جهارا نهارا.وبدأت مصالح الأمن في التحري، حسب مصدر أمني من غرداية، حول هوية أكثر من 100 من الملثمين في بريان والڤرارة، تحضيرا لشن حملة اعتقالات كبرى للتحقيق حول الاعتداءات الأخيرة.وكشف مصدر أمني أن الشرطة والدرك أوقفا 14 شخصا أثناء التصدي لأعمال العنف، منهم 4 قصّر لا يتعدى سنهم 17 سنة، منهم واحد يبلغ من العمر 12 عاما، وقد تعرضت 7 سيارات وشاحنة على مستوى مدخل مدينة بريان للتفتيش من قبل مجموعة من الملثمين الذين لاذوا بالفرار في تطور خطير لأعمال العنف.وقال سائقون إنهم تعرضوا للضرب والتهديد والوعيد قبل تدخل عقلاء أجبروا الملثمين على العودة من حيث أتوا، وقال السيد (م.محمدي) سائق شاحنة، إن الملثمين قدموا من أحد أحياء بريان وكانوا على متن عدة دراجات نارية، وتلفظوا بعبارات عنصرية.وبدأت مؤشرات تجدد أعمال العنف في الڤرارة قبل عدة أيام، عندما تعرض مواطنون للاعتداء في بعض المواقع كما تعرضت سيارات وحافلات للتخريب والحرق، وقال طبيب من مستشفى بريان إن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع بسبب وجود شخصين في حالة خطيرة جدا، بالإضافة إلى شرطي أصيب إصابة بليغة. كما قال مصدر من مديرية الصحة بولاية غرداية إن أغلب الجرحى من الملثمين لا يتنقلون للعلاج في مستشفيات الحكومة، بل إنهم أقاموا عيادات ميدانية، حيث تورط أطباء وشبه طبيين في علاج المتورطين في أعمال العنف.وقد علق بعض الأعيان على تجدد أعمال العنف في غرداية بالقول إن تصريح وزير الداخلية حول التصدي لأعمال العنف بات الآن على المحك.وكشف بيان لوزارة الدفاع الوطني أن قائد الناحية العسكرية الرابعة، اللواء الشريف عبد الرزاق، تنقل إلى مدينة غرداية، أمس، للوقوف الميداني على الوضع السائد، ليعقد على الفور اجتماعا لضبط الخطة الأمنية ولتنسيق الجهود قصد تفادي تكرار مثل هذه التجاوزات الخطيرة ولاستعادة الأمن والاستقرار بمنطقة غرداية. كما اجتمع قائد الناحية العسكرية الرابعة بمقر الولاية مع كافة الأطراف المعنية بعملية التهدئة واستتباب الأمن والطمأنينة بغرداية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات